أكد الدكتور محمد راتب النابلسي أن المرأة المسلمة مستقلة في دينها وفي إيمانها عن زوجها، بمعنى أن الله ضرب خير مثال بصدّيقة النساء آسيا زوجة فرعون الجبار الطاغية في قوله تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). وأضاف أن فرعون لم يستطع أن يحمل زوجته آسيا على أن تؤمن به كإله، مؤكدا على أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وأي امرأة مسلمة إذا أمرها زوجها بمعصية فلا تطعه، وقال تعالى (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين).وأشار إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة، التي إذا نظرت إليها سرّتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في مالك ونفسها)، والله تعالى حينما قال (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب بالنار). أوضح النابلسي أن بعض المفسّرين أشاروا إلى أن حسنة الدنيا هي المرأة الصالحة، وأن الله عز وجل حينما قال في كتابه العزيز (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات. قانتات).ونقلت عنه صحيفة البيان الإماراتية قوله أن الإسلام كرّم المرأة بقوله تعالى في الآيتين الكريمتين (ومن آياته خلق السماوات والأرض) وقوله (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) حيث إنه في اللغة العربية أن العطف يقتضي التماثل، فكما أن الكون اللاّمتناهي من آيات الله الكونية الدالة على عظمته، كذلك الحياة الزوجية ونظام الذكر والأنثى دليل عظمته أيضا، ويقول عليه الصلاة والسلام (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وكأن النبي صلى الله عليه وسلم ربط الإيمان بأن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، فكيف بالزوجة التي هي أم الأبناء وأقرب إلى الزوج بأشواط من الأخ، والله تعالى يقول عن العلاقة بين الزوجين (وأخذن منكم ميثاقا غليظا)، فأعظم عقد في تاريخ البشرية هو عقد الزواج.