رغم التهديدات الإسرائيلية ورغم عدوان الاحتلال على قافلة الحرية ماي المنصرم، إلا أن ذلك لم يثن من عزيمة الحقوقيين في إنقاذ الفلسطينيين المحاصرين في غزة،حيث انطلقت قافلة ”شريان الحياة” التي تنظمها مؤسسة ”تحيا فلسطين” بقيادة النائب البريطاني السابق جورج غالاوي من أمام البرلمان البريطاني أمس متوجهة إلى قطاع غزة حاملة مساعدات طبية للتضامن مع الفلسطينيين وتضم القافلة - حسبما أفادت مصادر إعلامية - اثنين من الناجين من ”أسطول الحرية” الذي هاجمته إسرائيل في ماي الماضي عندما كان في طريقه إلى غزة وهما ”نيكي إنشمارتش” و”كيفن أوفندن”. وكان زاهر بيراوي الناطق باسم قافلة ”شريان الحياة” قد أعلن في وقت سابق أن وفودا دولية بدأت بالتوافد على لندن للانضمام إلى القافلة موضحا أنها ستضم 150 حافلة يرافقها 350 متضامنا من 20 دولة وأنها ستبحر على متن سفينة لتصل إلى غزة في حدود العاشر من شهر أكتوبر المقبل. وأشار البيراوي إلى أن القافلة البريطانية - الأوروبية ستلتقي في مدينة اللاذقية السورية بالمشاركين العرب والأفارقة القادمين من دول شمال إفريقيا ومن دول الخليج والأردن، ليتم تجهيز القافلة البحرية التى تضم أكثر من 200 سيارة و400 مشارك وستتجه من ميناء اللاذقية إلى ميناء العريش ومنه إلى معبر رفح لتمر إلى قطاع غزة. وحول ما إذا كان هناك أي اتفاق بين إدارة القافلة والسلطات المصرية بشأن تسهيل عبورها إلى غزة عبر معبر رفح، قال البيراوي: ”حتى الآن لا يوجد أي تواصل في هذا الشأن، ونحن نبنى تحركاتنا على أساس أن المعبر مفتوح منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسنتصل بالجهات المصرية المعنية من دولة الانطلاق، أي من سوريا حيث ستجتمع القافلة بشكلها النهائي، وستعطيها التفاصيل الكاملة لتسهيل أداء مهمتنا الإنسانية”. وكان الناطق باسم القافلة زاهر بيراوي قال في وقت سابق الخميس، إن وفدًا نيوزلنديا يضم ست شخصيات يمثلون عددًا من المؤسسات التضامنية مع الشعب الفلسطيني وصلوا إلى العاصمة البريطانية استعدادا للانطلاق في ثلاث مركبات قاموا بشرائها وملئها بالمساعدات الطبية والإنسانية والتي ستسير برا لغزة. وأوضح أن ”الناشطة النيوزلندية نيكي إنتس مارتس والتي شاركت في أسطول الحرية واعتقلت لمدة يومين لدى الكيان الإسرائيلي هي التي تقف وراء هذه المشاركة وتفعيل الدعم للقضية الفلسطينية في ذلك الجزء من العالم”. كما وصل وفد أسترالي وآخر ماليزي يتكون من 14 مشاركا صباح يوم الخميس، مستقلا حافلات تم تجهيزها للمشاركة في القافلة. وأشار بيراوي إلى أن المشاركة النيوزلندية والأسترالية تعتبر الأولى منذ فرضت الحصار على غزة قبل عدة سنوات. يأتي ذلك كله رغم التهديدات الإسرائيلية حيث توعدت إسرائيل أكثر من مرة بإيقاف سفن المساعدات باستخدام ”جميع الوسائل اللازمة” لوقف السفن التي تتجه إلى قطاع غزة بحجة أنها تحاول كسر الحصار المفروض على القطاع منذ نحو ثلاث سنوات.