كشف الأمين العام لنقابة مركب أرسيلور ميتال عنابة، إسماعيل قوادرية، أمس، أن المجلس النقابي المنبثق عن انتخابات شهر جويلية 2009 والمنصب من قبل المركزية النقابية، سيعيد عملية انتخاب الأمين العام والمكتب التنفيذي للنقابة، كما سيتم في اليوم الموالي إعادة انتخاب رئيس لجنة المشاركة ومكتبها التنفيذي من قبل أعضاء الجمعية العامة للجنة المشاركة. وعلق قوادرية على هذا القرار الرامي إلى قطع الطريق أمام الانتهازيين الذين يريدون الزعامة عن طريق القوة، بأنه سيمكن المنتخبين الجدد، نقابة ولجنة مساهمة، من التمثيل الحقيقي والشرعي للعمال، كما سيلتزم قوادرية بقبول نتائج الانتخابات حتى وإن لن تتم تزكيته. من جانب آخر سيلتزم المكتب التنفيذي للنقابة بتجسيد أرضية المطالب المنبثقة عن إضراب 21 جوان المنصرم، والمتعلقة بإقرار الإدارة الفرنسية زيادات في الأجور والمنح التي أقرتها الثلاثية. وصرح قوادرية ل”الفجر” بأنه كان قد عرض حل إعادة انتخاب الأمين العام للنقابة على سيدي السعيد في آخر لقاء معه بالعاصمة، بسبب التشنج النقابي الذي هز مركب الحجار منذ شهر جوان المنصرم، غير أن الأخير طلب منه التريث إلى حين محاولة المركزية النقابية التدخل لفض النزاع النقابي الذي تحول إلى مواجهات دامية، نجم عنها سقوط العديد من الجرحى من مناصري قوادرية ورئيس لجنة المشاركة الذي كان أول من دعا إلى اختيار إسماعيل قوادرية على رأس الأمانة العامة للنقابة، واستمرار الاعتداءات على أعضاء المجلس النقابي وأتباع قوادرية، آخرها كان أربعاء الأسبوع الفارط، وهي القطرة التي أفاضت الكأس وتطلبت حسب قوادرية اتخاذ هذا القرار لإنهاء الخلاف بين النقابيين. علما أن عددا معتبرا من القضايا كانت قد أودعتها أمانة قوادرية لدى العدالة بالحجار. كما تجدر الإشارة إلى أن “الفجر” كانت قد سجلت رأي العديد من العمال الذين أكدوا مؤازرتهم للأمين العام للنقابة بغرض استمرار مسار التفاوض مع الإدارة الفرنسية للحصول على الحقوق التي أقرتها الثلاثية لعمال قطاع التعدين بصفة عامة، بينما تريد هذه الإدارة حرمان عمال أرسيلور ميتال منها. وفي انتظار تدخل الأمين الوطني للاتحاد العام للعمال الجزائريين بعنابة لإعادة ترتيب البيت النقابي بالحجار، تبقى الأوضاع تتسم بالهدوء الذي يسبق العاصفة، مع العلم أن أكبر مستفيد من حالة التوتر النقابي هي الإدارة الفرنسية التي يعد قوادرية خصما لدودا لها، بالنظر إلى حجم المشاكل التي سببها لها نتيجة التفاف العمال حوله، واستجابتهم في كل مرة لنداءاته بشن إضرابات عن العمل .