أكد مدرب شبيبة بجاية، جمال مناد، في هذا الحوار الذي خص به جريدة “الفجر”، أمس، على هامش حصة الاستئناف، أن تألق فريقه في افتتاح البطولة الاحترافية يعود إلى نجاح تربصي تونس وإرادة اللاعبين مناد وبصراحته المعهودة، كشف لنا ما دار بينه وبين لاعبه يانيك نجانق من حديث على هامش حصتي الاسترخاء والاستئناف، حيث طالبه بوضع رجليه على الأرض إن أراد مواصلة مشواره الجيد مع الشبيبة. محدثنا بدا مرتاحا لاستدعاء زرداب إلى المنتخب الوطني للمحليين، وهذا ما سيشجعه أكثر لتحسين مردوده ومستواه. وفي السياق ذاته، عبر مهاجم القبائل السابق عن أسفه للإصابة التي تعرض لها المستقدم الجديد، قاسم مهدي، الذي يستحق رفقة زميله مقاتلي فرصة التواجد أيضا ضمن تعداد المنتخب المحلي. بداية قوية لفريقك أمام الشلف، هل كنت تتوقع ذات النتيجة ؟ بصراحة لم أكن أتوقع قط أن نفوز بمثل هذه النتيجة العريضة، خاصة أنها تحققت أمام فريق جيد وصعب الترويض كأولمبي الشلف. فقلما خرجنا سالمين أمامه في مواجهات سابقة ببجاية. إذ كان يعود دوما بنقطة إلى الديار. هذه المرة، وبحمد الله كل الظروف كانت مهيأة لوضع حد لنجاح الزوار في العودة بنقطة على الأقل. فشخصيا، كنت متخوفا جدا من عدم تجاوز اللاعبين للضغط الذي كانوا يعيشونه بعد النتائج الجيدة التي سجلوها في المواجهات الودية. فالكل كان يطالب بتأكيده ميدانيا في أول خرجة رسمية. قبل تسجيل زرداب لأول هدف، الأمور لم تكن على ما يرام أليس كذلك ؟ صحيح،، فخلال ربع الساعة الأول من انطلاق المواجهة كان الزوار أفضل تحكما في وسط الميدان. تمركز ثلاثي الوسط، ماروسي، خياري وقاسم لم يكن جيدا في بداية المواجهة، ولحسن الحظ جاء هدف زرداب في وقته، وهذا ما سمح لنا باستعادة التوازن وإعادة تنظيم الأمور. في ذات السياق، تلقى زرداب دعوة من المنتخب المحلي، ما هو شعورك ؟ أكيد أنا سعيد جدا بدعوته للمنتخب الوطني للمحليين، فهو يستحق ذلك. إنه لاعب محترف في تصرفاته داخل الملعب وخارجه. فشخصيا كنت أتوقع له ذات النجاح منذ التحاقه بالفريق قبل موسمين قادما من تجربة احترافية في القسم الأول البلجيكي. إنه لاعب طموح وجدي في عمله وإمكانية التحاقه بالمنتخب الأول واردة جدا مستقبلا. وإلى جانب زرداب، أعتقد أن هناك لاعبين آخرين يستحقان الدعوة، على غرار الوجه الجديد في الفريق، قاسم مهدي والظهير الأيسر، أمين مقاتلي، وأنا متيقن أنهما سيلتحقان عن قريب بزملائهم الأربعة، سي محمد، مفتاح، زرداب ومعيزة. على ذكر قاسم، سيغيب لمدة لا تقل عن 10 أيام، ماذا تقول ؟ إنه قدر الله، فشخصيا تأثرت وتأسفت كثيرا له وللفريق، إنها بمثابة خسارة لنا. إصابته لم تأت في وقتها، وستخلط العديد من الأوراق. قاسم اندمج بسرعة ونجح في كسب مكانه ضمن التشكيلة الأساسية في وقت قياسي. غيابه سيترك فراغا كبيرا في الفريق. انفرادكم بنجانق لمدة نصف ساعة يعني أن قضية خلافكم معه لم تطو نهائيا ؟ من قال إن هناك خلافا ولا حتى قضية في الأصل ؟ انفرادي به أمر طبيعي. إنها طريقة عملي. تحدثت معه حول أمور تخص طريقة لعبه. فليس هناك ما يدعو للقلق. الأمور تسير على ما يرام. أكيد أنه خلال حديثك معه لمدة ربع ساعة في حصة الاسترخاء، ونصف ساعة في حصة الاستئناف، تطرق للتصرف غير اللائق الذي قام به تجاه زميله بولعنصر من خلال خروجه دون مصافحته ؟ صدقني، لم أشاهد اللقطة، ولو كان ذلك لكان لي معه تصرف آخر. فنجانق عليه وضع رجليه على الأرض كما يقال. لقد تحدثت معه بصراحة في ذات الشأن ونصحته بإخلاص. إنه لاعب قوي يمكن أن يتألق بشكل أفضل. لقد ذكرته أيضا بأنني كنت وراء استقدامه، لكن، حينها كان جديا في عمله عكس الآن. فتصرفاته تغيرت بشكل لافت للانتباه، وهذا لا يخدمه بل سيضره كثيرا. وكيف كان رده ؟ وهل كان له خيار آخر ؟ الكل يعلم أنني من المتشبثين بالانضباط لأنه سر النجاح، فبدونه لا يمكن للمدرب التحكم في زمام أمور فريقه. نجانق صغير في السن وتألقه زاد من شعبيته. وهذا ما دفعني للتدخل من أجل إنقاذه من خطر النجومية. وفي حالة إصابته به فسيقضي على مستقبله الرياضي لا محالة. أقولها لك بصراحة، الشبيبة بحاجة إلى نجانق بكامل إمكانياته، ولهذا سأضعه نصب عيني جديا لمراقبة تصرفاته وإعادته إلى جادة الصواب في كل مرة ينسى نفسه فيها. لكن من خلال حديثنا معه، أكد لنا أنه مهاجم ينشط على طريقة تريزيغي، ولا يحبذ لعب دور دفاعي. ما تعليقك ؟ لقد قال لي نفس الشيء، وشرحت له أن كرة القدم الحديثة تلعب بشكل جماعي، ولا تقتصر على لاعب بعينه. فمردوده أمام الشلف لم يكن جيدا، فلم يلتزم بالتعليمات التي قدمتها له بتثبيت ثنائي خط وسط دفاع المنافس، فكان يتنقل بين الأطراف عكس ما طلبته منه، إلى جانب رفضه العودة إلى الخلف لمساعدة زملائه، خاصة عندما تحسب كرة ثابتة ضدنا للاستفادة من لعبه بالرأس الجيد. لقد تفهم الوضع وقدم اعتذاره لسوء تصرفه. قبولي لذات الاعتذار يعني أنني صفحت عنه. بدليل النشاط والحيوية التي تدرب بهما. ينتظركم تنقل صعب إلى عنابة، هل بدأتم التفكير فيه ؟ أكيد، فمباشرة بعد الفوز الأخير المستحق، طلبت من اللاعبين نسيان الشلف والتفكير في مواجهة عنابة. ذات اللقاء سيكون في غاية الصعوبة أمام فريق عنابي شاب سيطمح للتدارك أمام أنصاره. وهذا ما سيدفعني لإيجاد الخطة الملائمة. سأعتمد من دون شك على الخبرة وإذا تمكنا من الصمود في بداية المواجهة فإننا سنقول كلمتنا في نهاية المطاف. ما رأيك في تمسك الفاف بخيار المدرب المحلي بخلافة بن شيخة لسعدان على رأس منتخب الخضر ؟ لا أظن أن الفاف من خلال تعيين الزميل بن شيخة الذي أتمنى له النجاح خلفا للشيخ سعدان كانت تريد هذا الخيار، بل العكس، فإن رئيس الفاف معروف بميوله للناخب الأجنبي على حساب المحلي واللاعب الذي ينشط في الخارج على حساب لاعبي البطولة الوطنية، فضيق الوقت والشعبية التي يملكها بن شيخة من خلال نتائجه الايجابية وقوة شخصيته من بين الأسباب التي دفعت روراوة إلى تعيينه. فرغم صعوبة الظرف الذي استلم فيه بن شيخة المهمة إلا أنني متفائل بنجاحه، خاصة إذا استفاد من نفس الإمكانيات التي استفاد منها سابقه.