عرفت الجولة الأولى من البطولة الوطنية في صيغتها الاحترافية تعثرا مفاجئا لحامل لقب الموسم الماضي، مولودية الجزائر، أمام مولودية العلمة بهدف دون رد، في حين انتهت قمة الجولة لصالح الوفاق السطايفي الذي عاد بالزاد كاملا من العاصمة على حساب الاتحاد المحلي بعدما تغلب عليه بهدفين لواحد فيما فاز شبيبة القبائل هو الآخر بصعوبة على ضيفه فريق جمعية الخروب بنتيجة ثلاث أهداف لهدفين. أما اتحاد الحراش فقد أطاح بضيفه أهلي البرج في لقاء أمس بملعبه أول نوفمبر بالمحمدية بهدفين دون مقابل، عكس شباب بلوزداد الذي عاد خالي الوفاض من تنقله إلى سعيدة بعدما تعثر أمام المولودية المحلية بهدفين لواحد. وفاز فريق وداد تلمسان على ضيفه اتحاد عنابة على أرضه وأمام جمهوره بهدفين دون رد، أما فريق مدينة الورود اتحاد البليدة فقد فرض عليه ضيفه مولودية وهران التعادل على أرضية ميدان مصطفى تشاكر في مباراة خلت من الأهداف. النتائج اتحاد العاصمة 1 - وفاق سطيف 2 اتحاد الحراش 2 - أهلي البرج 0 مولودية سعيدة 2 - شباب بلوزداد 0 اتحاد البليدة 0 - مولودية وهران 0 مولودية العلمة 1 - مولودية الجزائر 0 شبيبة القبائل 3 - جمعية الخروب 2 وداد تلمسان 2 - اتحاد عنابة 0 شبيبة بجاية 4 - أولمبي الشلف 1 أكدت نيتها في المنافسة على اللقب شبيبة بجاية بالقوة الرابعة نجح أشبال مناد في إدخال الفرحة على قلوب أنصار النادي بالنتيجة العريضة التي سجلوها، وكذا المردود المميز الذي قدموه أمام فريق منسجم في خط وسطه الذي يعتبر من بين أفضل الخطوط في البطولة، ودفاعه القوي تحت قيادة الدولي السابق سمير زاوي. فوز الشبيبة برباعية كاملة لم يكن ينتظره أحد، بمن فيهم المدرب مناد، الذي أكد لنا في نهاية اللقاء أنه كان جد متخوف من فريق أولمبي الشلف الذي دوما يعود من بجاية بنتيجة إيجابية. وقال مناد ”بصراحة لم أكن انتظر هذا الفوز العريض، فتسجيل أربعة أهداف كاملة أمام دفاع قوي يملك زاوي أمر جيد ومفرح بالنسبة لي. كنت أنتظر صعوبات أكثر من جانب المنافس والحمد الله نجحنا في أول امتحان لنا. فالأنصار خرجوا فرحين وهذا أهم شيء بالنسبة لي رغم أنني سجلت نقائص كثيرة في طريقة لعب بعض العناصر، وسأعمل على تصحيحها بدءا من حصة الاستئناف لتفاديها أمام عنابة في الجولة المقبلة”. كلام مناد منطقي إلى أبعد الحدود، بما أن الفوز لم يكن سهلا حتى وإن كانت النتيجة ثقيلة في آخر المطاف، لأن الشبيبة لم تدخل اللقاء بقوة إلى غاية نجاح المغترب زرداب، أفضل لاعب في المباراة، من تسجيل أول هدف وإضافة الثاني قبل نهاية المرحلة الأولى، ليعمق المغترب الآخر، مهدي قاسم، الفارق قبل أن يرسم المدافع معيزة الفوز بهدف رائع سجله برأسية محكمة إثر ركنية منفذة بدقة من طرف زرداب الذي سجل ثنائية وصنع الثنائية الأخرى. نجانق ناقم على مناد عبر الكاميروني يانيك نجانق عن تذمره وغضبه الشديد من مدربه جمال مناد الذي قام باستبداله قبل ربع ساعة من نهاية المواجهة بزميله الشاب بولعنصر. نجانق عبر عن غضبه ميدانيا بعدم مصافحته لزميله بولعنصر عند خروجه المتثاقل من الميدان وتجاهله لمدربه مناد عند جلوسه في دكة الاحتياط. وبعد نهاية المواجهة صرح نجانق ل”الفجر” بأنه لم يفهم سبب تغييره وأنه لم يتقبل قرار مدربه رغم تأكيده أنه احترمه بخروجه من الميدان بدون إحداث أي مشكل. وأكد لنا اللاعب أنه لن يقبل مستقبلا بذات الأمر كونه يحب اللعب كثيرا ويتأثر من مثل تلك الخرجات التي وصفها بغير الصائبة. مناد يهدد بمعاقبته بمجرد علمه بحديث نجانق للصحافة وتعبيره عن عدم رضاه، خرج مناد عن صمته وأكد لنا أن نجانق سيدفع الثمن غاليا. مناد الذي يرفض أن يكون عرضة للانتقاد من طرف لاعبيه، برر استبداله لنجانق بتواجد هذا الأخير في حالة نفسية سيئة، حيث بات يلعب بدون أي تركيز ولا يطبق التعليمات التي يقدمها له، ”لقد طلبت منه تثبيت ثنائي وسط دفاع الشلف، فإذا به يتنقل بكل حرية عبر الأجنحة، ورغم تذكيري إياه بوجوب الالتزام بالخطة بين الشوطين إلا أنه واصل تجاهل تعليماتي. قرار تشكيل الفريق وإدخال تعديلات عليه من صلاحياتي وعلى الجميع احترام ذلك. سيكون لي لقاء ساخن معه قريبا”. وقد كانت علامات الغضب بادية على مناد. جدير بالذكر أن مسلسل الخلاف بين مناد ونجانق ليس حديث النشأة، بل يعود إلى نهاية الموسم الماضي عندما عارض مناد تنقل اللاعب إلى البطولة التونسية وتجديده الرفض مؤخرا عندما عادت إدارة الترجي إلى الواجهة. فبالنظر إلى قوة شخصية الطرفين فإن تدخل الرئيس طياب بات حتميا لوضع حد للخلاف الذي قد يعكر صفو الفريق، بالنظر إلى وزن المدرب واللاعب في النادي على حد سواء. شكال. ل رغم التدعيمات التي قامت بها إدارة مدوار هزيمة قاسية للشلفاوة فشلت تشكيلة أولمبي الشلف في العودة بنتيجة التعادل على الأقل، في أول مقابلة لها برسم الجولة الأولى من البطولة الاحترافية، حيث انهزمت بنتيجة ثقيلة أربعة أهداف مقابل هدف واحد، وقعه للشلف مسعود في الدقيقة ال65، بينما تناوب على تسجيل أهداف الفريق المحلي شبيبة بجاية كل من زرداب في الد17 و41، قاسم في الد 46 ومعيزة في الد 80. هذه النتيجة لم يكن ينتظرها أحد في الشلف من لاعبين وطاقم فني وإداري وحتى الأنصار. ورغم العمل الكبير الذي قام به الثنائي مزيان إيغيل وبن شوية وأيضا التحسن في الأداء والمردود، إلا أن نتيجة أول أمس ضد شبيبة بجاية أخلطت الأوراق، وهو ما يطرح تساؤلات تستدعي الإجابة عنها قبل فوات الأوان. وما زاد من معاناة الفريق الشلفي هي الطريقة التي سجلت بها الأهداف الأربعة والتي عكست نقص الخبرة لدى اللاعبين الشبان وعدم أخذ الأمور بجدية لدى القدامى. كما لم يفهم الجوارح الذين حضروا بقوة بملعب الوحدة المغاربية ما جرى لفريقهم عندما صفر الحكم نهاية اللقاء. ولعل أول تفسير لما حدث للشلف هو الغرور الذي أصاب بعض اللاعبين إضافة إلى الغيابات التي عرفتها التشكيلة ممثلة في الخماسي الأساسي زاوش، جديات، سليمي، بن طيب وملولي، والأخطاء التي ارتكبت في الخط الخلفي. وسيكون الطاقم الفني لأولمبي الشلف مجبرا على تكوين مجموعة متجانسة في ظرف وجيز مع تصحيح الأخطاء، وهو الأمر الصعب على الورق، لكن إرادة الجميع في بيت الفريق مع قدرات الطاقم الفني الكبيرة، وأيضا ثقة الأنصار كلها عوامل قادرة على إحداث الفارق وإنقاذ الفريق في الوقت المناسب. وقد أبدى “الجوارح” تحسرا كبيرا لما آل إليه لقاء شبيبة بجاية الأخير، حيث كانت المقابلة في أيدي لاعبي الشلف، لولا التسرع خاصة في الشوط الأول حيث ضيع زملاء مسعود عدة فرص سانحة للتسجيل. وعلى العموم يأمل الجميع أن يتدارك الفريق الأخطاء قبل فوات الأوان. المدرب بن شوية الذي قاد الفريق إلى بجاية في غياب المدرب الرئيسي مزيان إيغيل نفى أن يكون قد انتهج خطة دفاعية، بل خطط لغلق المنافذ أمام المنافس ومن ثم مباغتته، والخطة التي ضبطها كانت ترمي إلى تشديد الخناق على لاعبي بجاية في وسط الميدان بهدف الوصول إلى المرمى بإقحام ثلاثة لاعبين يملكون نزعة هجومية ممثلين بمسعود، مونقولو وسوكار، مع سوداني في الشوط الثاني دليل على ذلك. وحتى وإن بدا بن شوية هادئا بعد نهاية اللقاء وأكد في تصريحاته لوسائل الإعلام أن فريقه قدم ما عليه وأن فوز الشبيبة البجاوية مستحق، إلا أن المدرب الشلفي لم يتذوق طعم النوم ليلة أول أمس على حد تعبيره، حيث ظل يراجع سيناريو الأخطاء العديدة التي دونها، وما زاد من قلقه هو أنه لم يسجل أخطاء قليلة يمكنه تصحيحها في أقرب وقت، وإنما سجل أخطاء في كامل الخطوط، ما يعني أنه أمام تحد كبير لإعادة الأمور إلى نصابها بداية الأسبوع القادم إذا ما علمنا أن المنافس سيكون اتحاد الحراش الذي يعتبر عقدة الشلف بميدانها.