تحتضن قاعة ”الموڤار” بالعاصمة، سهرة الغد، العرض الأول للفيلم الجزائري الموسوم ب”زهر”، للمخرجة الجزائرية فاطمة الزهراء زموم، وهو الفيلم الذي أنتج سنة 2009، بفرنسا، في مدة عرض تقدر بحوالي 78 دقيقة، وهو الفيلم الذي أنتجه الفرنسي ألكسندر شارلت، من بطولة كل من فاطمة الزهراء زعموم، فضيلة بلقبلة، وقادر قادا يقدم هذا العمل الذي يعد أول أفلام المخرجة الشابة فاطمة الزهراء زموم، في فئة الأفلام الطويلة، تجربة مختلفة في السرد مع رؤية لسنوات العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر ومختلف تداعياتها فيما بعد على الشعب الجزائري.. حيث تقول المخرجة عن هذا العمل، أنها ناقشت فيه العنف بشكل غير مباشر، وذلك من باب أن كل شخص يأخذ مكان الآخر في الحياة اليومية والعملية. فالعنف المقصود في الفيلم، ليس الضرب والإهانة، بل عنف الإنسان للاستحواذ على فرص الآخرين دون أن يتعب في إيجاد فرصة لنفسه، لذلك فقد جاءت فكرة الفيلم حول عدة مستويات بهدف إظهار العنف الذي انتقل من المجتمع إلى الأفراد. و تدور أحداث فيلم ”زهر” في عام 2007 عندما كانت” زهر”، تقود سيارتها في شرق الجزائر بصحبة شقيقها للعثور على أماكن تصلح لتصوير فيلمها. ورغم أنهما يعثران على أماكن تصوير مثالية وممثلين جيدين إلا أن حلم إنجاز الفيلم لم يتحقق، فتجري تعديلاً على قصة الفيلم لتدور أحداثه في عام 1997 عندما سافرت المصورة ”عليا”، من تونس إلى الجزائر لترى والدها المريض، وأثناء الطريق يكتشف مرافقها أثناء قراءته للصحف أن والدها قد توفي، فيأخذهما سائق التاكسي في رحلة عبر الجزائر. وعن سر اختيارها لكلمة ”زهر”، عنوانا لفيلمها، قالت زموم إن الصدفة تلعب دورا كبيرا في أحداث الفيلم، لذلك اختارت كلمة زهر عنواناً له كرمز للحظ واللا حظ. وأوضحت المخرجة أن الفيلم تم تصويره في عامين وقدرت تكلفته بحوالي 60 ألف دولار، ويعد أول أعمالها الفنية الذي قدم بأسلوب الديجيتال، بعد سلسلة من الأفلام القصيرة، مشيرة إلى أنها اشترت كاميرا وصورت الفيلم بنفسها. وأكدت المتحدثة أنها سعت لإنجاز الفيلم بعد أن صدمت بأحداث العنف التي جرت بالجزائر والمعروفة بالعشرية السوداء، موضحة أن فيلمها تطرق لمستويات العنف الذي ينتقل من المجتمع إلى الأفراد، حيث إن العنف عندما يصبح سمة سائدة في المجتمع فإنه يتحول إلى أسلوب في التعامل بين الرجل والمرأة وبين الرجال بعضهم البعض. وبررت المخرجة إنجازها للفيلم في فرنسا وليس في وطنها الجزائر بأنها تعيش هي وطاقم العمل هناك، ما سهل عملية التصوير بعد أن نقلت الديكورات اللازمة من الجزائر إلى فرنسا. يذكر أن الفيلم شارك في عدة مهرجانات سينمائية عربية وأجنبية، منها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي سنة 2002، وسيشارك نهاية السنة الجارية في مسابقة المهر العربي، في فئة الأفلام الروائية الطويلة، وذلك في فعاليات مهرجان دبي السابع السينمائي الدولي الذي ستحتضنه دبي في الفترة الممتدة بين 12 إلى 19 ديسمبر القادم.