انعدام كواشف التحليل صعب من معرفة صلاحية المياه للشرب من عدمها أبدى سكان حي بورفرف، الواقع بمدينة العلمة، شرق ولاية سطيف، مخاوفهم بعد تسجيل ست حالات لداء التيفوئيد خلال نهاية الأسبوع الماضي، والاشتباه في إصابة حوالي 14 شخصا بعد شربهم مياها ملوثة من البئر التابعة لمسجد الحي. وحسب ما أكده مدير مستشفى “صروب الخثير” بالعلمة، فإنه لحد الساعة لم تثبت الإصابة رسميا بالتيفوئيد، حيث تم إخضاع المصابين للعلاج والانتظار لمدة سبعة أيام كاملة حتى يتم التأكد من نوعية المرض، وبالرغم من ظهور أعراض هذا الداء كالحمى والإسهال، إلا أنه لحد الساعة لا يمكن الجزم بأن الأمر يتعلق بالتيفوئيد، مع العلم أن كافة المصابين من فئة الكبار. وقد تبين بعد التحاليل المخبرية بأن مياه بئر المسجد التي اعتاد السكان على استغلالها ملوثة، وبالتالي فهي غير صالحة للشرب، كما أكد سكان الحي أن مياه الأمطار تسربت إلى البئر، التي عثر بداخلها على جرذان ميتة، ليصدر قرار غلقها ومنع أي استغلال لها. ومن جهتها، قامت مصالح البلدية بإعادة النظر في قضية توزيع المياه الصالحة للشرب بحي بورفرف، حيث تم تزويد الحي بكمية إضافية حتى لا يضطر السكان للجوء إلى مياه المسجد، مثلما اعتادوا عليه في السابق، ليؤكد سكان الحي أن هناك العديد من الجهات لم يصلها الماء منذ شهر رمضان، الأمر الذي دفع البعض إلى البحث عن هذه المادة الحيوية بشتى الطرق. ومن جهة أخرى تبين بأن مصلحة الصحة الجوارية بالعلمة تعاني من أزمة انعدام الكواشف التي تستعمل في تحليل المياه، حيث اتصل العديد من المواطنين بالمصلحة المعنية لإجراء التحاليل للمياه التي يستغلونها، إلا أنهم لم يتمكنوا من التعرف على طبيعتها بسبب ندرة الكواشف. وبالرغم من الجهود التي تبذلها المصلحة بالتنسيق مع مكتب النظافة إلا أن الصعوبات تكمن في حصر الآبار الفردية التي تنتشر بكثرة بمدينة العلمة، دون أن يتم الإعلان عنها، وكل هذا راجع لانعدام الوعي لدى بعض المواطنين الذين يتهاونون في استعمال المواد المطهرة للآبار، مع العلم أن أغلبية الآبار بمدينة العلمة لا تخضع للمراقبة. كما تعرف المدينة في الآونة الأخيرة انتشار ظاهرة جلب الماء من المساجد، دون التأكد من صلاحيتها، حيث يفضل البعض مياه الآبار على مياه الحنفيات، وهي الظاهرة التي تشكل خطرا على صحة الناس بالنظر للإهمال الذي تعرفه الآبار.