قال المدرب الوطني لكرة القدم عبد الحق بن شيخة إنه ”جد متأسف” بعد الهزيمة التي مني بها الخضر أمام منتخب إفريقيا الوسطى في الجولة الثانية من تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2012 الخضر كانوا يثيرون الشفقة وصرح بن شيخة في مطار بانغي في طريق العودة إلى الجزائر بالقول ”أنا متأسف جدا لهذه الخسارة. المنافس كان أكثر إرادة منا. لقد كنا خارج الموضوع تماما. يجب عدم الاستسلام، علينا انتزاع النقاط ال12 المتبقية، ابتداء من المباراة المقبلة ضد المغرب، المقررة في نهاية شهر مارس القادم”.فبالنسبة لبن شيخة، الذي أشرف على الفريق الوطني في أول مباراة له، فان الهزيمة أمام إفريقيا الوسطى ترجع لأسباب عدة، منها على الخصوص غياب العديد من اللاعبين وقصر المدة المخصصة لتحضير هذه المباراة. ”هناك غيابات كثيرة. فاللاعبون مثل زياني وبودبوز تركوا فراغا كبيرا خلال هذه المباراة. ولكن مع عودة كافة المصابين من هنا إلى شهر مارس، كل شيء سيتغير، وستكون نتائجنا أفضل في المستقبل”، يقول بن شيخة موضحا. ”لم أستفد من وقت كاف لتحضير الفريق لهذه المباراة. لا يمكننا الاستعداد كما يجب في أربعة أيام. فيما يخصني، كنت أحبذ أن ابدأ مهمتي الرسمية على رأس الفريق بانتصار، لكن الأمر لم يكن كذلك. اللاعبون جاؤوا لمؤازرتي، قائلين لي بأنهم كانوا يريدون إرضائي”، يضيف بن شيخة. وضع نجوم المنتخب الوطني ومدربهم الجديد أنفسهم في موضع يثير الشفقة لكونهم تحولوا إلى هواة أمام منتخب لم يكن له أي وجود في الخارطة الكروية القارية، حيث تم استقدام العجوز الفرنسي جيل أكورسي قبل يومين فقط من مواجهة المغرب في الجولة الأولى، أي أنه لا يعرف أي شيء عن إفريقيا الوسطى، لكنه نجح في تحقيق التعادل بالرباط ثم قادهم إلى ملحمة أمام المنتخب الجزائري. مدرب جديد لكن دون جديد الانتقاد الأكبر يتحمله المدرب الجديد ل”الخضر” عبد الحق بن شيخة الذي لم يأت بأي جديد، فقد اعتمد على التشكيلة الكلاسيكية والاستثناء الوحيد يحمل أول دخول لكارل مجاني الذي لا يختلف اثنان على أنه كان اضطراريا بعد إصابة حليش، ونفس الشيء ينطبق على عبدون الذي عوض زياني. كما أن البرودة وتحول اللاعبين إلى دمى حقيقية فوق الميدان سهل مأمورية المنتخب المحلي في تحقيق ما لم يحققه سابقا ولم يكن أكثر المتفائلين في صفوفه يحلمون بنصفه. حاج عيسى استدعي في آخر لحظة وشارك؟ زيادة على وضعه لخطة لم يستوعبها لاعبوه ولم يتمكن من ترك بصمته في هذا اللقاء، فإن ما يدعو للعجب هو كيف أقحم بن شيخةلاعبا مثل حاج عيسى رغم أنه استدعاه في آخر لحظة بعد إصابة بودبوز، ولم يتدرب مع رفقائه سوى في حصة واحدة. ومقابل هذا فقد أدار ظهره للاعب استدعاه قبل حاج عيسى وهو عبد المؤمن جابو الذي لازم دكة الاحتياط. تغيراته بعد سقوط الفأس في الرأس بعد الوجه الباهت لمنتخبنا طيلة الشوط الأول توقع الجميع لمسة ”الكوتشينغ” وتغيرات حاسمة من بن شيخة لكنه سار بنفس عقلية المدرب الذي سبقه حيث لم يقم بالتغييرات إلا بعد أن أنهك التعب لاعبيه المنهارين بدنيا، وبالتالي فقد كانت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وما تغييره للوسط الدفاعي بإقحام لموشية مكان يبدة إلا دليل على أنه كان في ربع الساعة الأخير يبحث عن التعادل، لكن الأمر لم يطل ووقع الفأس في الرأس نظرا لتباين حرارة لاعبي الفريقين. تناقض في المحور الدفاعي واصل الدفاع الجزائري تراجعه المذهل وهذا لغياب التنسيق بين المدافعين، فمثلا في المحور نجد بوڤرة الذي يلعب في أكبر ناد في اسكتلندا ويشارك في أكبر مسابقات الأندية في القارة العجوز ومعه مجاني القادم من نادي أجاكسيو المتواضع جدا بدليل احتلاله المركز الرابع عشر في بطولة الدرجة الثانية الفرنسية، وهذا التناقض من شأنه أن يربك الدفاع ويجعله عرضة للضغوطات الهجومية مهما كان اسم ووزن الخصم. بلحاج يلعب على طريقة الدجاج أخطاء الخط الخلفي للمنتخب الجزائري لا تقتصر على الفوضى المتواجدة على مستوى المحور، بل هي أكثر فظاعة في خطي الظهر فعنتر يحيى يبدو أنه انتهى مع نهاية التصفيات السابقة ل2010 بهدف أم درمان، أما بلحاج فقد أصبح يلعب بطريقة الدجاج بعد أن عبث به وأسقط أكثر مرة، مما يعني أن اللاعب الذي غادر الدرع الأنجليزي الممتاز وتحول إلى قطر دفع ثمن هذا التغيير الراديكالي، وأنه فعلا لم يعد كما كان، إلى درجة أن الانتقادات طالته حتى مع ناديه السد القطري حيث اتهمته العديد من الأطراف بالتقصير في أداء مهامه بغياباته غير المبررة عن التدريبات والنتيجة وقف عليها الجميع في بانغي. مصباح أكبر ضحية لبلحاج ما زاد من أخطاء بن شيخة هو أنه لما افتقد الجرأة في الاختيار بين بلحاج ومصباح على اعتبار أنهما ينشطان في منصب واحد، قرر الزج بالاثنين معا داخل الملعب وهو ما زاد من أخطائهما التي يعود فيها السبب الأكبر لأنانية لاعب السد القطري الذي كان أكبر خصم لزميله مصباح، والغلطة هنا يتحملها بن شيخة الذي كان عليه تطبيق ما ادعاه من صرامة باختيار ظهير أيسر واحد في التشكيلة الأساسية. غزال ممنوع على الخضر حكاية غزال مع العقم انتقلت من التهديف إلى الأداء، فهذا اللاعب قدم مردودا كارثيا طيلة ال78 دقيقة التي لعبها وأظهر فيها أنه قد يصلح لأي شيء إلا أن يكون لاعبا دوليا، لأن من يفشل في التسجيل على منتخب إفريقيا الوسطى لن يسجل أبدا. وقد اقتنع الجمهور الجزائري بمحدودية هذا اللاعب الذي تعالت الأصوات المطالبة بمنعه عن الخضر. هل أخطأ سعدان في ترك عبدون في الاحتياط؟ الحديث عن نكسة بانغي يقودنا للتحدث عن جمال عبدون الذي اشتكى التهميش منذ قدومه للمنتخب في عهد المدرب سعدان، وقد جاءته الفرصة التي طالما تحدث عنها لكنه كان الحاضر الغائب ولم يقم بأي شيء قد يشفع له لكي يطالب بمكانة أساسية مستقبلا، وهنا الاستفهام الذي يطرح نفسه هو: هل أخطأ سعدان في ترك عبدون في الاحتياط؟ أكورسي يذل بن شيخة المنتخب الوطني ضل الطريق في بانغي بسبب محدودية بن شيخة الذي لم يتمكن من الوقوف الند للند أمام العجوز أكورسي الذي عرف بدهائه كيف يشحن لاعبيه ويقودهم لتحقيق فوز تاريخي بعد شهرين فقط من العمل. فبعد ملحمة الرباط جاءت ملحمة بانغي، وإفريقيا الوسطى تتصدر المجموعة الرابعة بعد الكوارث التي أحدثها المنتخب الجزائري الذي لم يقدم شيئا، فكانت الخسارة أكثر من منطقية وأكثر من ذلك فالفاتورة كادت أن تكون أثقل، وبهذا فقد حقق أكورسي هدفه المتمثل في تحسين ترتيب فريقه في التصنيف العالمي، حيث سيصعد بمراتب عديدة بينما بن شيخة حصد الهوان والذل. حديث عن الخيانة تتحدث بعض الأطراف عن خيانة في بيت المنتخب الجزائري تستهدف المدرب بن شيخة، ومهما يكن فهذا يمكن اعتباره ضمن حديث العجائز على طريقة ”اللي خانو ذراعو يقول دارولي السحور”، والحقيقة التي لا يمكن لأي أحد أن يهرب منها هي أن برودة قلوب اللاعبين الجزائريين هي التي منحت الفارق لصالح إفريقيا الوسطى التي لعبت بحرارة وكادت أن تباغتنا في الشوط الأول وتمكنت من التهديف بنفس الطريقة في أواخر المباراة.