سنقترح عليكم في الصفحة الطبية موضوعا هاما وهو التطعيم والتحصينات الواجب إعطاؤها للطفل خلال العامين الأولين من عمره والحكمة والفائدة من التطعيم تعتقد معظم الأمهات أن التطعيمات ضد الأمراض المعدية تنتهي مع نهاية العام الأول من العمر، وهذا اعتقاد خاطئ، لأن المناعة التي نتجت عن التطعيمات في السنة الأولى تقلّ مع مرور الأيام، وقد يكون الطفل عرضة للعدوى. والتطعيمات بعد العام الأول تزيد من الأجسام المضادة بالدم فتستمر مناعة الطفل ضد الأمراض المعدية سارية المفعول فيظل الطفل في أمان دائم عند التعرض للعدوى. حين يولد الطفل فإنه يغادر مكانا شديد النظافة والتعقيم إلى عالم مليئ بالجراثيم التي لم يستعد لها بعد. ومن حسن حظه أنه اكتسب مناعة وقتية بما تسرب إلى دمه من أمه عن طريق المشيمة من أجسام مضادة لهذه الجراثيم. وهذه الأجسام لا تبقى للأبد، فهي تذوب وتتحلل فيما بين ثلاثة وستة شهور بعد الولادة، ولذلك في الغالب ما تبدأ التحصينات في حدود هذه السن. وعندما فكر الأطباء والعلماء في أمر التحصين اتجهوا إلى الأمراض الخطيرة مثل الدفتريا والسل وشلل الأطفال والحصبة والجدري. ولكن مع مرور الوقت ووصول البحث العلمي إلى مستويات متقدمة، امتد اهتمامهم إلى أمراض أقل خطورة حتى وصل إلى التطعيم ضد الأنفلونزا مثلا. والتطعيمات التي ينبغي أن نعطيها لأولادنا قبل الالتحاق بالمدارس هي: التطعيم ضد شلل الأطفال: يعطى الطفل جرعة واحدة من طعم "سابين" ثلاث نقط بالفم في أي وقت بين 18 24 شهرا، وإذا كان الطفل قد حقن بطعم "سولك" في العضل خلال السنة الأولى فيعطى حقنة واحدة في العضل عند سن العامين ويكرر ذلك "سابين أو سولك" عند 3 سنوات من العمر. التطعيم ضد الدفتريا أو إعطاء الطعم الثلاثي ضد الدفتريا والسعال الديكي والتيتانوس بالحقن في العضل مرة احدة بين 18 24 شهرا ويكرر ذلك عند 4 سنوات من العمر. التطعيم ضد الحصبة: إن لم يكن الطفل قد طُعّم ضد الحصبة خلال العام الأول، فيعطى التطعيم الواقي من الحصبة في العضل مرة واحدة قبل دخول المدارس، لأن الحصبة من الأمراض المنتشرة بين تلاميذ المدراس. العناية بالعين بعد الولادة إن العناية بعين الطفل بعد ولادته أهمية بالغة للوقاية من أمراض العيون وذلك عن طريق غسل جفون الطفل بعد الولادة مباشرة وذلك من الخارج، ثم توضع له قطرة ثلاث مرات في اليوم، خلال الأسبوع الأول. ومعلوم أن عين الطفل الصغيرة لا تدمع لمدة شهر على الأقل بعد الولادة، فإذا دمعت في الأيام الأولى فيجب عرضه على الأخصائي أو يجب ملاحظة ما إذا كان الطفل في الأشهر الأولى بعد الولادة، حيث يمكنه بسهولة مواجهة الضوء أم لا. فإذا كان يتفادى ذلك في كل مرة ويغلق عينيه تماما، فإن عدم قدرته على مواجهة الضوء قد تكون أولى علامات الغلوكوما Gloucome المياه الزرقاء فهي تصيب الأطفال نتيجة نقص خَلقي في تكوين العين وإذا لم تعالج بسرعة، فإن الطفل قد يتعرض لفقدان البصر. وقد يلاحظ على بعض الأطفال في الفترة من سن الثلاثة أشهر حتى الستة أشهر أن إحدى العينين تدمع باإستمرار، وهو ما قد يكون ناتجا عن انسداد مجرى الدموع الذي يصل من العين إلى الأنف، وفي هذه الحالة وغيرها يحسن علاجها طبيا بدون حاجة إلى جراحة. ويجب وقاية الطفل الصغير من الأرماد الحادة وعلامتها: احمرار في بياض العين المصحوب بإفراز صديدي أو شبه صديدي وهي إن لم تعالج فورا فقد تترتب عليها مضاعفات تؤدي إلى نقص شديد في قوة الإبصار، والعلاج على أي حال متوفر في المستشفيات. وإذا لوحظ أي تغيير في لون حدقة العين بحيث لا يكون أسود تماما، فإن ذلك قد تكون له علاقة بوجود كتاركتا، Cataracte مياه بيضاء أو ورم أو التهاب داخل المقلة، وكل هذا يستدعي عرض الطفل على أخصائي.