نطقت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة بحكم يقضي بالسجن المؤبّد في حقّ (س.مسعود) وهو شرطي يعمل كعون أمن بفرقة البحث والتحرّي منذ أكثر من 20 سنة، وشقيقه (س.كريم)، بعد ثبوت تورّطهما في مقتل جارهما المسمّى (ص.علي) الذي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يردّد أسماء قاتليه على مسمع من أفراد عائلته لحظات فقط بعد أن تناول معهم آخر وجبة سحور له وحسب مجريات المحاكمة، فإن تفاصيل قضية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد التي تعود لرمضان 2009، بدأت عندما غادر الضحية منزله العائلي الكائن بمزرعة فوّال علي بأولاد الشبل بالجزائر العاصمة، وقت السحور متوجّها إلى مقرّ عمله قبل أن يتفاجأ أفراد عائلته بصراخه يتعالى في الأجواء و بعودته مخضّبا بالدماء وعليه طعنات نالت منه على مستوى الرقبة والصدر إلى جهة القلب قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يردّد أسماء مرتكبي الجريمة اللذين لم يكونا سوى جيرانه. وبالرغم من محاولة إسعافه من قبل صهره وأحد أبنائه، إلا أنهم تفاجأوا بأحد المتهمين وهو يحاول اعتراض سبيلهم من خلال سيارة أخرى إلا أنهما تمكّنا من الإفلات منه، ولكن الأجل جعل الوالد المصاب يفارق الحياة حتى قبل الوصول إلى المركز الصحي بالشبلي. وفيما أنكر الأخوان التّهم المنسوبة إليهما استغرب القاضي لتصريحاتهما المتناقضة، والتي زادت من قناعة هيئة المحكمة بتورطهما في القضية بالرغم من محاولة إنكارهما، كما أن تقرير الطّب الشرعي أثبت أن إصابات الضحية لم يقم بها شخص لوحده، وهو ما جعل النيابة العامة تلتمس الإعدام في حقهما في الوقت الذي لم يثبت فيه وجود أي خلاف بين الطرفين بل مجرد نزاع سابق كانا قد حلاه بطريقة ودية، قبل أن تترسخ تنبؤات إحدى شقيقات المتهمين التي لم تتوقف عن الصراخ وقت الجريمة بالقول إن أخويها ضيعا نفسيهما وهو ما سمعه العديد من الجيران بالرغم من محاولة شقيقها إسكاتها إلا أن ذلك كان دليلا آخر للمحكمة قاد الجناة إلى ما وراء القضبان طيلة ما تبقى من حياتهما.