يحتاج المحيط الفلاحي العبادلة الذي يمتد على مساحة 5400 هكتار بولاية بشار إلى عملية واسعة لإعادة الاعتبار له، حسبما أفاد به مسؤولو ديوان المحيطات المسقية. وأشار نفس المصدر خلال زيارة الهيئة التنفيذية إلى الموقع أن المحيط عرف تدهورا كبيرا بسبب صعوبات طبيعية وتقنية أثرت سلبا على التنمية الزراعية بهذه المساحة، والمتمثلة في تلف شبكة السقي وزحف الرمال وغزو النباتات الطفيلية وفائض مياه السد الموجه للسقي الزراعي. وأوضح مسؤولو الديوان أن صعود الأملاح ساهمت إلى حد كبير في تقليص النشاط الزراعي والتأثير على جهود الاستثمار الفلاحي بسهل العبادلة الذي يتربع على مساحة 16 ألف هكتار. وأشار مدير المصالح الفلاحية لولاية بشار أن الوزارة الوصية ستقوم بإنجاز دراسة لإعادة الاعتبار لهذا المحيط الفلاحي بهدف التكفل بالمناطق الزراعية وذلك عقب زيارة وفد مركزي إلى المحيط لتحديد الوسائل والسيل الواجب تسخيرها من أجل تحسين وضعية المحيط. وأوضح نفس المسؤول أنه تم اتخاذ سلسلة من الترتيبات بهدف الحد من تدهور وضعية هذا المحيط، والمتمثلة في تنظيف قنوات السقي الممتدة على مسافة 241 كلم وإصلاح الأضرار الناتجة عن فيضانات 2008، إلى جانب عمليات أخرى لحماية التربة وفتح مسالك فلاحية بطول 5 كلم. وتبقى هذه العمليات -حسب نفس المصدر- غير كافية في غياب برنامج لاستصلاح هذا المحيط الذي يستغله أكثر من 2000 فلاح، مضيفا أنه تم تفاديا للمشاكل التي يعرفها المحيط إنشاء منذ شهر مارس المنصرم ستة محيطات أخرى للاستصلاح الزراعي بمساحة إجمالية تقدر ب 16720 هكتار، وزعت على 1900 شاب من بلدية العبادلة. وأشار مسؤول ببلدية العبادلة أنه سيتم قريبا توزيع مساحة أخرى للاستغلال الزراعي تقدر ب 800 هكتار، بفضل وجود سد جرف التربة بطاقة 365 مليون متر مكعب الذي من شأنه أن يساهم بشكل كبير في تنمية النشاط الزراعي بالمنطقة.