قرأت منذ 50 سنة نصا للكاتب المصري الشهير أحمد أمين، تحدث فيه عن الضحك وقال إن الضحكة بمثابة حبة الأسبرين تنعش الدورة الدموية وتحسن أداء القلب. وبعد ذلك بسنوات قرأت حديثا نبويا شريفا يقول ما معناه: الضحك الكثير يذهب الفطنة! ولست أدري هل هذا الحديث النبوي من الأحاديث الصحيحة والمؤكدة أم من الأحاديث الضعيفة أو المدسوسة! ولست أدري أيضا هل ما قاله الكاتب المصري أمين رحمه اللّه هو الذي كان وراء جنوح الشعب المصري إلى الضحك.. أكثر من الشعوب العربية الأخرى.. وأن خاصية النكت والضحك عند المصريين هي التي كانت وراء قلة الأمراض القلبية عندهم قياسا بغيرهم من الشعوب! لكن إذا كان الضحك يذهب الفطنة فلماذا أخذ بعض المصريين جائزة نوبل في الآداب والعلوم؟! أم أن هؤلاء فلتوا من الضحك المصري؟! نزعة الضحك عند المصريين قوية جدا.. والمصري إذا لم يجد من يضحك عليه بنكتة ضحك على نفسه! وسوق الضحك في مصر من أحسن الأسواق في العالم.. حتى أن أحد الفنانين المشهورين بالضحك في مصر اقترح إنشاء "عيد وطني للضحك"! يكون عطلة مدفوعة الأجر للجميع.. يتفرغ فيه الناس لممارسة الضحك من الصباح إلى المساء! ويضحك فيه الناس بسبب وبلا سبب! يضحكون على الناس وعلى أنفسهم وعلى الواقع..! لكن المصريين احتاروا في اختيار اليوم الذي يجعلونه يوما وطنيا للضحك.. فاقترح بعضهم أن يكون يوم 5 جوان هو العيد الوطني للضحك في مصر! واقترح آخرون أن يكون هذا العديد يوم أن ذهب السادات إلى كنيس إسرائيل في القدس.. واقترح آخرون يوم اغتيال السادات كيوم للضحك! لكن كل الاقتراحات كانت لها علاقة بإسرائيل! في مصر يوجد أيضا عيد وطني اسمه عيد شم النسيم.. لكن هذا العيد جرى التشويش عليه من طرف ظاهرة انتشار القاذورات في المدن المصرية.. حتى أن أحد الفنانين اقترح استبدال عيد شم النسيم باسم عيد شد المناخير! وعندما نسمع زعيم الإخوان المصريين يؤكد أن دخول جماعته الانتخابات التشريعية المصرية ليس بهدف مغالبة النظام بل بهدف المشاركة! ومع ذلك يقوم النظام بمحاصرة الجماعة وإزعاجها! عندما نرى ذلك لابد أن نقول للأمريكان الذين يريدون مراقبة الانتخابات: تراقبون ماذا.. فالمرشحون يقولون للسلطة إن هدفهم المشاركة وليس المغالبة؟! وإذن فالانتخابات ليست سوى عيد جديد للضحك المصري المعروف!