بات من المؤكد تأثر أو إلغاء الجزائر لصفقة مرتقبة مع إيطاليا من أجل اقتناء فرقاطات بحرية وطائرات مروحية عسكرية من شركة الصناعات الحربية الإيطالية “فين ميكانيكا”، وذلك بعد فضيحة هزت الشركة الإيطالية واتهام قيادتها بالتورط في قضايا فساد ورشوة وتهرب ضريبي بمليارات الدولارات، حيث من المحتمل أن تدفع هذه التطورات الجزائر لمراجعة الصفقة أو إلغائها تماما. تفاصيل الفضيحة تعود إلى اتهام حوالي عشرة من كبار مديري شركات تابعة للعملاق الإيطالي للصناعات الحربية والدفاعية بتهم تتعلق بالفساد والرشوة والتهرب الضريبي، منهم المدير التنفيذي للشركة، بيار فرانشتيسكو غوارغوالييني، إضافة إلى مارينا غراسي، زوجة رئيس مؤسسة “فين ميكانيكا”، حيث سيتم تحديد التهم الموجهة إليهم بدقة بشكل نهائي بعد فحص المستندات التي تقوم الشرطة بالبحث عنها حاليا، كما توجد تحريات عن فساد مالي ورشوة لمسؤولين حكوميين في الحكومة الإيطالية الحالية. وقامت فرقة من شرطة المالية وقوات الدرك الإيطالية، صباح أول أمس، بتفتيش مقرات تابعة لشركة “فين ميكانيكا” عملاق الصناعات العسكرية الإيطالي بالعاصمة روما، وحسب مصدر أمني فإن العملية تهدف إلى الحصول على بعض المستندات المنصوص عليها في أوامر المدعي العام للعاصمة والمتعلقة بالعقود التي أبرمتها الشركة داخل وخارج إيطاليا. وكانت النيابة العامة بروما قد أصدرت بيانا، صباح أول أمس، جاء فيه أن عملية التفتيش والمصادرة التي تتم بعدة شركات تابعة لشركة “فين ميكانيكا” تأتي في مسار التحقيقات الرامية إلى تحديد حالات فساد أو غش في تعاملات المجموعة. وسارعت الشركة الإيطالية إلى نشر بيان على موقعها الرسمي على شبكة الأنترنت، نفت فيه وبشكل قاطع ما نسب إليها من تهم الفساد والرشوة والتهرب الضريبي في محاولة للحفاظ على حصتها في السوق وكذلك على وضع الشركة في بورصة “ميلانو ميبتال” للتعاملات المالية. كما أشار البيان إلى أن نشر مثل هذه الأخبار التي لا أساس لها من الصحة قد ظهرت له آثار وخيمة على سمعة وحجم وتعاملات الشرطة في الأسواق داخل وخارج إيطاليا. وكانت وسائل إعلام إيطالية أكدت شهر جويلية الماضي أن وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، قد كشف لمقربيه عن حصوله على موافقة جزائرية بشراء فرقاطات وطائرات مروحية من عملاق الصناعة الحربية الإيطالية “فين ميكانيكا”، حيث كان من المنتظر التوقيع على الصفقة خلال زيارة رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، إلى الجزائر شهر أكتوبر الماضي من أجل عقد القمة الثنائية بين البلدين، والتي تأجلت لأسباب قيل إنها صحية، رغم أن برلسكوني استأنف نشاطه بعدها مباشرة ولم تبد عليه آثار المرض.