ألحق حامل اللقب برشلونة بغريمه التقليدي ريال مدريد الهزيمة الأولى له هذا الموسم، وكانت بنتيجة ثقيلة وبخمسة أهداف نظيفة، وذلك في لقائهما مساء أمس الأول على ملعب "كامب نو" في برشلونة، في قمة الدوري الإسباني "الكلاسيكو" في ختام المرحلة الثالثة عشرة من البطولة كانت المباراة من طرف واحد، إذ تلاعب أصحاب الأرض بضيوفهم، وجاءت الأهداف عن طريق تشافي هرنانديز في الدقيقة العاشرة، وبدرو رودريغيز في الدقيقة 18، ودافيد فيا في الدقيقتين 55 و58، ثم البديل الشاب جيفرين سواريز في الدقيقة 90. وانتزع برشلونة صدارة الليغا بعد أن رفع رصيده إلى 34 نقطة ليتقدم بفارق نقطتين أمام ريال مدريد الذي تراجع إلى المركز الثاني. لكن البطولة الإسبانية لازالت متواصلة والحرب لم تنته بعد، رغم أن المعركة الأولى حسمها البلوغرانا بالأداء والنتيجة وهو ما يجعل الميرنغي يتذكرون هذا الدرس جيدا. الإشادة تنهال على برشلونة والانتقادات تضرب الريال قبل بداية مباراة القمة بين برشلونة وريال مدريد توقع الجميع أن تكون المباراة مثل مواجهة بين ملاكمين كبيرين يتصارعان على لقب العالم للوزن الثقيل. لم يكن ذلك أمرا غريبا، خاصة وأن كلاسيكو أمس الأول جمع بين أفضل فريقين في عالم كرة القدم حاليا.غير أن كافة متابعي المباراة أدركوا سريعا أنها ليست مواجهة داخل حلبة الملاكمة، وإلا أطلق الحكم صافرته معلنا انتهاء المباراة بعد 20 دقيقة فقط من بدايتها لعدم التكافؤ بين طرفي اللقاء، حيث فاجأ برشلونة، الأقوى، منافسه وضيفه ريال مدريد بلكماته القوية دون رحمة من البداية ووجه له ضربتين قاضيتين في الدقيقتين العاشرة و18. تصدرت أنباء الهزيمة الثقيلة صفر/5 والسقوط المروع لريال مدريد الصفحات الأولى لجميع الصحف الإسبانية الصادرة أمس والتي أجمعت على الإشادة ببرشلونة وانتقادات حادة لريال مدريد. جاء عنوان صحيفة "موندو ديبورتيفو" التي تصدر في إقليم كتالونيا معقل فريق برشلونة "5/صفر" كما وصفت الصحف الرياضية فريق جوسيب غوارديولا بأنه "الأفضل في العالم" وأنه انطلق بأقصى سرعة في المباراة ليعبر المباراة من خلال ليونيل ميسي وديفيد فيا وتشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا. وذكرت أن ريال مدريد "يتعين عليه أن يتعلم كيف يخسر بكبرياء" كما انتقدت كريستيانو رونالدو وسيرخيو راموس على "سلوكهما السيئ". قدم رونالدو مباراة سيئة مثلما يفعل دائما في المباريات الكبيرة، كما دفع غوارديولا بشكل سيئ بجوار خط الملعب. تحدثت صحيفة "سبورت" عن "نشوة كرة القدم" وأوضحت أن "أسلوب اللمسة الواحدة" الذي اتبعه برشلونة يتشابه مع الأسلوب الذي اتبعه المنتخب الإسباني للتتويج بلقب كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا في وجود ثمانية من لاعبي برشلونة ضمن صفوفه. أوضحت القناة الثالثة التلفزيونية التي تقدم برامجها باللهجة الكتالونية أنه كان فوزا "لسياسة الشباب في برشلونة في مواجهة سياسة أغلى النجوم في ريال مدريد". ضم التشكيل الأساسي لبرشلونة في ثمانية من النجوم الذين أفرزهم قطاع الشباب بالنادي. وعلى النقيض تماما، ضم تشكيل ريال مدريد أمس لاعبا وحيدا من قطاع الشباب بالنادي وهو حارس المرمى إيكر كاسياس. ويعد هذا الفوز الخامس على التوالي لبرشلونة في مباريات الكلاسيكو، ما ضاعف من كبرياء غوارديولا الذي قاد برشلونة في هذه المباريات الخمس وضاعف من الانتقادات الموجهة لمورينيو الذي سقط بشدة في أول كلاسيكو له مع ريال مدريد. أجمعت صحيفتا "ماركا" و"آس" الصادرتان في العاصمة الإسبانية مدريد على الإشادة التامة بالأداء الخططي لفريق برشلونة وكذلك بالتواضع الذي ظهر عليه غوارديولا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب انتهاء المباراة.وأوضحت "آس" أن برشلونة "ما زال أعلى كثيرا من ريال" بينما ذكرت "مارك" أن برشلونة وجه لريال مدريد "صفعة على الوجه". وأوضحت محطة "كادينا كوبي" الإذاعية في مدريد أن مورينيو "سيعرف الآن مدى صعوبة تدريب فريق مثل ريال مدريد على أي مدرب" بعدما مني بأول هزيمة له مع الفريق. توقعت محطة "كادينا سير" الإذاعية أن يواجه المدرب البرتغالي مستقبلا صعبا مع الفريق، وأوضحت "حتى قبل مباراة الأمس، كانت الابتسامة تقابله في كل مكان بالنادي. والآن، تغير كل شيء". وأوضحت "كادينا سير" أن مورينيو ربما بدأ يفقد السيطرة على اللاعبين واستشهدت على ذلك بأن مامادو ديارا، نجم خط وسط الفريق، رفض النزول إلى أرض الملعب في وقت متأخر من المباراة عندما كانت النتيجة تأخر الفريق بأربعة أهداف نظيفة. برشلونة يرد انتصاره إلى التواضع وصف لاعبو برشلونة انتصارهم الكبير على ريال مدريد بأنه "فوز للتواضع"، بينما اقتصر الأمر بالنسبة للاعبي النادي الملكي على تنكيس الرأس والصمت. أوجز الظهير البرازيلي دانييل ألفيس، مشاعر النادي الكاتالوني بعد الفوز بقوله "لا نضع سقفاً لطموحاتنا أبدا". قلنا: "أصبحنا هنا وعلينا تقديم الإجابات داخل الملعب. قدمنا دليلاً على أن التواضع في كرة القدم أمر مهم دائما". ورد ألفيس بذلك على صحفي برتغالي، سأله عن تصريحات عدة أدلى بها البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد قبل اللقاء، وكذلك مواطنه ونجم فريقه كريستيانو رونالدو. هذا وكان لاعبو برشلونة قد تأخروا في الخروج من غرفهم، ما يشير إلى أن الفوز العريض على ريال مدريد تم الاحتفال به بالشكل الذي يستحقه كانتصار كبير. وقال المهاجم ديفيد فيا الذي أحرز هدفين "إنه انتصار لأسلوب لعب، حيث لم يتمكن ريال مدريد من السيطرة على نصف ملعبنا، أكبر نقطة قوة لدينا. فضلاً عن النتيجة الكبيرة، تشير نسبة الاستحواذ إلى ما حدث". وبدوره أكد أندريس إنييستا، أحد أبرز لاعبي برشلونة، أن "الفريق عاد إلى تقديم وجه رائع. لقد حققنا نتيجة كبيرة جداً. هذه المباراة لن تمنحنا لقب الدوري على الإطلاق لكنها خطوة أخرى.. كان الأمر رائعاً". وأضاف المدافع كارليس بويول "كانت النتيجة جيدة جداً في مباراة خاصة. كل الأمور خرجت منا على نحو طيب ونحن في غاية السعادة. لقد لعبنا مباراة متكاملة. بدأنا بهجوم كبير، والأمور مضت جيداً. إننا سعداء ويبقى لنا الاستمتاع به". في المقابل، رفض جميع لاعبي ريال مدريد الإدلاء بتصريحات، في موقف لم يحدث من قبل، ولم يظهر من النادي أمام وسائل الإعلام سوى مديره الفني جوزيه مورينيو ومديره العام خورخي فالدانو. مشادة بين ديارا ومورينيو حصلت مشادة بين المالي محمدو ديارا لاعب وسط ريال مدريد الإسباني ومدربه البرتغالي جوزيه مورينيو في الدقائق الأخيرة من مباراة الكلاسيكو، إذ رصدته كاميرات التلفزيون في مشهد ظهر فيه وكأنه يرفض المشاركة في المباراة. وبدا واضحا أن ديارا (29 عاماً) رفض المشاركة قبل 3 دقائق من نهاية الوقت في مباراة دخلت تاريخ مواجهات الكلاسيكو بين الطرفين، نظراً للفارق الكبير في النتيجة والأداء بينهما. وظهر مورينو في نقاش مع ديارا، قبل أن يقوم الأخير بإشارة عنيفة بيده تجاه المدرب البرتغالي الذي لقي خسارته الأولى هذا الموسم مع ريال. ومنذ قدوم مورينيو، ابتعد ديارا نجم ليون الفرنسي السابق عن التشكيلة الأساسية لمدريد ولم يلعب سوى 11 دقيقة فقط في الدوري و4 في دوري أبطال أوروبا. مورينيو ينصح لاعبيه بتقبل الهزيمة رغم صعوبتها اعترف البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد بأن خسارة فريقه أمام برشلونة كانت الهزيمة الأسوأ في مسيرته كمدرب، لكنه أكد على ضرورة تقبل هذه الهزيمة. وقال مورينيو عقب المباراة إن فريقه لم يكن يستحق مثل هذه الهزيمة، لكنه خسر بالفعل، مشيرا إلى أن القرارات التحكيمية كانت مؤثرة بشكل كبير في المباراة. وعن اهتزاز شباك ريال مدريد بخمسة أهداف، قال مورينيو إن عدد الأهداف لا يغير شيئا. وأضاف أن الفوز كان مستحقا وكذلك الهزيمة كانت مستحقة. وقال مورينيو إن فريقه لم يصبح متخلفا بفارق كبير في الدوري الإسباني عن برشلونة وأنه سيحول تركيزه إلى المواجهات المقبلة ويواصل مشواره من أجل تحقيق هدف الفوز باللقب. وأضاف مورينيو إن برشلونة فريق قوي، مشيرا إلى أنه قال من قبل إنه رغم فاعلية ريال مدريد، لا يزال الفريق يحتاج إلى المزيد من العمل.وأوضح مورينيو أن الهزيمة يسهل تحليلها ويجب على الفريق تقبلها، وكشف أنه تحدث إلى اللاعبين لدقيقتين عقب انتهاء المباراة وقال لهم إن البطولة لم تنته بعد وأنه يجب عليهم إظهار شخصية قوية لاستعادة التوازن ومواصلة مشوار الريال في الدوري. غوارديولا يحتفل بالفوز بالكلاسيكو ”كانتصار للنادي” احتفل جوسيب غوارديولا المدير الفني لفريق برشلونة أمس الأول بالفوز الكبير الذي حققه فريقه على ريال مدريد على أنه ”انتصار للنادي كله”، وأثنى على طريقة لعب فريقه وعلى نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي. أكد المدرب في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة: ”لعب برشلونة كما يفعل دائما، بأسلوبه الخاص. من الصعب إيجاد مجموعة في العالم تثق بهذا القدر في أبنائها. إنه انتصار شامل، للنادي كله”. وأشار غوارديولا إلى كل المدربين واللاعبين الذين يعملون في فرق الناشئين، وإلى كل من يعملون كي يكون لفرق النادي أسلوبها الخاص وكرتها المميزة. وأبدى مدرب برشلونة جانبه الأفضل وهو يؤكد أن ”الفارق مع ريال مدريد ليس هذه الخماسية”. وأضاف ”علينا أن نتمتع بالتواضع حتى يقرر الزمن ما كنا عليه. من السهل الآن القول كم كنا جيدين وكم كانوا سيئين. لكن الأمور ليست هكذا، إنهم فريق كبير”. بات برشلونة المتصدر الجديد للدوري الإسباني، وأراد غوارديولا أن ينبه إلى أن البطولة لا يزال بها الكثير، وقال ”يتبقى الكثير، نتقدم بفارق نقطتين فقط، وبالتأكيد سيبقى ريال مدريد معنا حتى النهاية”. كانت مباراة أمس الأول هي الأولى التي يخفق خلالها ميسي في إحراز أهداف بعد عشرة لقاءات متتالية، لكنه صنع هدفين وقدم أداء كبيرا. وعلق غوارديولا على أداء النجم الأرجنتيني قائلا ”من أفضل من ميسي؟ إنه الأفضل في كل شيء. أراه وهو يتدرب كل يوم. ولا يزال عمره 23 عاما فقط. إنه ببساطة الأفضل”.