استغرب المتابعون لنتائج مسابقة الأفلام الطويلة، في مهرجان الفيلم العربي بوهران، قرار لجنة تحكيم المسابقة الذي منح جائزتي أحسن دور رجالي وأحسن دور نسوي لأبطال الفيلم الجزائري ”الساحة”، الذي لم يرق إلى مستوى المنافسة بشهادة الجمهور وأهل الاختصاص الدورة القادمة في قصر المعارض والاتفاقيات التابع لسوناطراك اختتمت، سهرة أول أمس، فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته الرابعة بوهران، بالكشف عن جوائز مسابقتي الأفلام الطويلة والأفلام القصيرة، في حفل بسيط خال من البهرجة التي عهدتها الطبعات السابقة للمهرجان. وقد جاءت آراء المتابعين والجمهور متباينة بخصوص النتائج المعلن عنها، خصوصا فيما تعلّق بالأفلام الطويلة؛ حيث حازت السينما المغاربية على أغلب جوائز المسابقة، بما في ذلك جائزة الأهقار الذهبي لأحسن فيلم طويل، والتي عادت إلى الفيلم التونسي الجزائري ”شارع النخيل الجريح” للمخرج عبد اللطيف بن عمار، فيما حاز الفيلم المغربي ”منسيو التاريخ” لحسن بن جلون، على جائزة أحسن سيناريو، أما جائزة لجنة التحكيم فقد عادت للفيلم العراقي ”كرنتينة” لمخرجه رشيد عدي، وعادت جائزة أحسن إخراج للمخرج اللبناني بهيج حجيج، عن فيلمه ”شتّي يا دني”. أما النقطة السوداء في قائمة جوائز مسابقة الأفلام الطويلة، فقد أجمع المتابعون أنها كانت في منح ممثلي فيلم ”الساحة” للمخرج الجزائري جائزتي أحسن دور رجالي لمجمل شباب الفيلم، وأحسن دور نسوي لمجمل فتيات الفيلم، وهو ما اعتبرته لجنة التحكيم برئاسة الروائي الجزائري، رشيد بوجدرة، تشجيعا للطاقات الشابة وتحفيزا للجيل الجديد من الممثلين. كما أكّد أغلب المختصين الذين استقصت ”الفجر” آراءهم، صعوبة مهمة لجنة التحكيم، في هذه المسابقة، معتبرين أن المستوى المتقارب للأفلام المعروضة، كان من أهم ميزات هذه الطبعة، وأنه من الصعب إرضاء جميع الأذواق، وهو الرأي ذاته الذي أعرب عنه الفنان المصري الضيف خالد أبو النجا في تصريحه ل”الفجر”، حيث قال ”إن عدم منح فيلمه ”ميكروفون” أية جائزة في مهرجان وهران دليل على المنافسة القوية والمستوى الكبير الذي ميّز الأفلام المشاركة في هذه الدور، مؤكدا بأنه يؤمن ببساطة فيلمه ويدرك أنه فيلم تجريبي، قد لا يحظى بالإجماع”. من الملاحظ في هذه الدورة أيضا خروج السينما السورية بخفي حنين من مسابقتي الأفلام الطويلة والقصيرة، حيث لم يذكر اسم سوريا على منصة التتويج رغم مشاركتها بفيلمين في مسابقة الأفلام الطويلة وهما فيلم ”حرّاس الصمت” لسمير ذكرى، وفيلم ”مرّة أخرى” لجود سعيد. وعودة إلى نتائج مسابقة الأفلام القصيرة، فقد كان التتويج بجائزة الأهقار الذهبي لأحسن فيلم قصير، مشتركا أيضا بين السينما الجزائرية والسينما التونسية، حيث قررت لجنة التحكيم برئاسة التونسي إبراهيم اللطيف. منح الجائزة مناصفة بين فيلم ”قاراقوز” للمخرج الجزائري عبد النور زحزاح، وفيلم ”صابون نظيف” للمخرج التونسي مليك عمارة. للإشارة، فقد أكّدت وزيرة الثقافة خليدة تومي، في ندوة صحفية عقب حفل الاختتام، أن الطبعة القادمة من المهرجان ستكون وفيّة لوهران، على أن تجري فعالياتها في صائفة 2011، في قصر المعارض والاتفاقيات التابع لسوناطراك بعاصمة الغرب. يذكر أن الطبعة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم العربي، قد عرفت مشاركة 13 فيلما طويلا و21 فيلما قصيرا من الجزائر والمغرب وتونس ولبنان وسوريا وقطر والإمارات العربية المتحدة والعراق والأردن والبحرين وليبيا وعمان والمملكة العربية السعودية وفلسطين ومصر.