بعد مسلسل طويل ومثير دام عامين ونصف العام من الأفراح والأحزان مع فريق العاصمة اليونانية أيك أثينا، ها هو المهاجم الدولي الجزائري رفيق جبور يضع حدا لمسيرته مع هذا النادي العريق بطلاق تم أمس بالتراضي بين الطرفين. هداف المنتخب الجزائري وصل إلى اتفاق مع إدارة فريقه لتعويضه عن رواتبه الشهرية المتأخرة والمقدرة ب310 ألف أورو إضافة إلى تكاليف المحامي الخاص به، وسيتم فسخ عقده نهائيا مع تقاضيه أجرته الشهرية حتى ال31 من شهر ديسمبر، وسيكون جبور حرا في الإمضاء لأي فريق يرغبه في اليونان أو خارجه. جبور وضع بصمته ثم رحل رفيق جبور لن تنساه من دون شك جماهير ”الأيكا”، فلقد كان القائد الروحي والهداف الحاسم والقلب النابض للفريق، ورغم تسجيله ل20 هدفا خلال موسمين ونصف إلاّ أن أغلب أهدافه كانت حاسمة وأتت على إثرها انتصارات ثمينة لفريقه. جبور كان إنسانا طيبا وعشقته الجماهير اليونانية أينما حل. ولكن مزاجه المتقلب أدخله في مشاكل مع المدربين الذي توالوا على رأس فريقه وأبرزهم الصربي باجيفيتش الذي كان يتعامل معه مثل القط والفار وحتى بعض اللاعبين دخل معهم في مناوشات في العديد من المرات، وأبرزهم المهاجم الأرجنتيني سكوكو الذي نطحه برأسية قوية على طريق زين الدين زيدان أبعدته لفترة طوية عن الميادين. جبور المتناقض لم يودع فريقه بأحسن طريقة ممكنة، ولكن جماهير فريقه لازالت تكن له الاحترام وتعترف له بجميله دوما، لأنه منذ مجيئه لم يحدث له أي مشكل معهم، ولكن مشاكله كانت في أغلب الأحيان مع المدربين بسبب الحڤرة في بعض الأوقات ومع الإدارة بسبب التماطل في دفع مستحقاته المالية وتفضيل بعض اللاعبين عليه في الأجرة الشهرية رغم كونه أحسن منهم بكثير. جبور غادر الأيكا وترك وراءه بصمة واضحة ولن ينساه أبدا أي أحد في هذا الفريق من لاعبين وجماهير ومتتبعين، وسيبحث عن تحد جديد وفي بطولة جديدة على الأرجح للخروج من هموم الكرة اليونانية. فريق ليل يستغل الفرصة ويطلب خدماته بعد انتشار خبر انتهاء حقبة جبور مع فريقه الأثيني، سارعت إدارة فريق ليل متصدر البطولة الفرنسية لتقديم عرضها لضم المهاجم الجزائري رفيق جبور بأي ثمن، وذلك من أجل تعويض الرحيل الوشيك لمهاجميه جرفينهو وهازارد، صاحب ال26 عاما الذي يبدو الحل الأنسب لهذا الفريق الذي يلعب بخطة 4-3-3 والتي يستعمل في مهاجما صريحا في الأمام، وهي المواصفات التي وجدتها إدارة فريق ليل في هداف المنتخب الجزائري جبور. لانس، تولوز وشتوتغارت لن تبقى مكتوفة الأيدي بعد هذا الخبر بفسخ عقد جبور، لن تبقى فرق لانس، تولوز الفرنسيين وشتوتغارت الألماني مكتوفة الأيدي، وستتدخل كذلك بسرعة لخطف هذا العصفور النادر والذي لن يكلف خزائنها كثيرا، وسيكون أمام جبور الوقت الكافي لدراسة أحسن عرض والإمضاء في الفريق الذي يمثل أحسن تحد رياضي ومادي بطبيعة الحال.