تسلم الموسيقار و مدير الجوق السمفوني الوطني، عبد القادر بوعزارة، عشية أول أمس، بمقر السفارة الإيطالية، وسام القائد لفئة ”النجمة” الخاص بالتضامن الإيطالي من قبل سفير إيطاليا بالجزائر جيانباولو كانتيني، بحضور ممثلين عن وزارة الثقافة الجزائرية يعد هذا التقليد الأول الذي تتوج به شخصية ثقافية جزائرية، والذي عاد هذه المرة إلى الموسيقار ومحافظ المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السمفونية عبد القادر بوعزارة، لمساهمته في ربط الأواصر الثقافية بين البلدين. ويحظى هذا الوسام الذي يمنح منذ عقود، بأهمية كبيرة وهو يقلد عادة لأشخاص لعبوا دورا هاما في إعادة بناء إيطاليا بعد الحرب، وكذا شخصيات عبر العالم تعمل على تفعيل المبادلات في كل المجالات بين إيطاليا والبلدان الأخرى، في خطوة يراد منها تعزيز التبادل الثقافي ومكافأة جميع الشخصيات العالمية التي تسعى لتفعيل التقارب مع إيطاليا في جميع الميادين. وكان بوعزارة قد تحدث عن هذا التكريم ل” الفجر”، في وقت سابق، بقوله:”يشرفني هذا التكريم الذي يقدم من طرف القاضي الأول في إيطاليا، وحسبي أنه تكريم للعمل المؤسساتي الموسيقي في الجزائر وليس إلى شخصي بالذات”. والأكيد أن هذا التقليد لم يأت من فراغ، حيث نجح بوعزارة في رسم سياسة الحوار الموسيقي بين بلدان البحر الأبيض المتوسط، باستضافته لسفراء الملائكة في عدد من الحفلات الموسيقية والمهرجانات، التي كان آخرها المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية المنظم مؤخرا بالجزائر، والذي جمع فيه أكبر الموسيقيين في العالم. كما سمح للجمهور الجزائري بالتقرب من هذا الفن العالمي الراقي والتعريف به بين الجزائريين، إلى جانب الحفل الذي أقيم سنة 2004 و2005 بقيادة المايسترو ليونيو كماروتا، وكذا سنة 2006 بقيادة المايسترو نيكوليتا كونتي، بالإضافة إلى المشاركة المستمرة في المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، ما يفسر سعي بوعزارة الدائم إلى التبادل الثقافي ومحاولة خلق جسر ثقافي فعال بين موسيقى البلدين. الجدير بالذكر أن الموسيقار عبد القادر بوعزارة اختار مواصلة دراسته الموسيقية بكييف الأوكرانية، أين تحصل على شهادة ”ماستر في الفنون الجميلة”. كما شغل منصب أستاذ العزف على آلة الكمان بالمعهد الوطني العالي للموسيقى ومعهد الموسيقى في الجزائر. وقد شغل بوعزارة كذلك منصب مدير الجوق الوطني السمفوني لمحافظة الجزائر الكبرى سابقا، قبل تعيينه مديرا للجوق السمفوني الوطني في 2001 والتحق بإدارة الأوركسترا السيمفونية ومنذ ذلك الحين وهو يكرّس كامل جهده للارتقاء بالموسيقى الكلاسيكية بالتعاون مع جميع المؤسسات الثقافية الوطنية والدولية، إذ استطاع أن يسمع صوت الأوركسترا الوطنية لجمهوره في 43 ولاية، بما فيها ولايات الجنوب. كما جمع ووزع التراث الموسيقي الجزائري توزيعا سمفونيا في (سي دي) هو الأول من نوعه، ويشتغل سنويا على إنجاح المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية.