وصف رئيس نقابة الصيادلة، مسعود بالعمبري، في اتصال هاتفي مع “الفجر”، أمر الحكومة القاضي بتأجيل قرار توزيع الأدوية من طرف المنتجين مباشرة إلى الصيدليات بحجة عدم اختصاص المنتجين في التوزيع وعدم امتلاكهم المؤهلات لذلك، بالإجراء غير المقنع، مؤكدا وجود عدد من المنتجين كانوا يقومون بعملية التوزيع قبل اتخاذ القرار ثم تأجيله، داعيا في ذات الوقت المصالح المعنية إلى إعادة النظر في هذا القرار بسبب ما يخلقه من تأثيرات سلبية على سوق الدواء. أكد رئيس نقابة الصيادلة أن التراجع عن قرار توزيع الأدوية مباشرة من طرف المنتجين إلى الصيدليات سيعود بالسلب على سوق الأدوية في الجزائر، وهذا من خلال فتح الباب على مصراعيه في وجه الموزعين الانتهازيين، الذين ينشطون بصورة غير قانونية في غالب الأمر، من خلال احتكار بعض الأدوية محلية الصنع وكذا المستوردة، إضافة إلى معاملتهم مع مستوردين ومنتجين معينين دون غيرهم، الأمر الذي يخلف حالة من عدم التوازن بين مختلف الفاعلين في سوق الدواء. وذكر ذات المتحدث، أن عددا من الموزعين يحتكرون السوق حاليا ويقومون بممارسات غير قانونية وكذا التمييز في التعامل، على غرار التعامل مع صيدليات معينة ذات رقم أعمال معين يضمن الربح الأكيد لهؤلاء الموزعين، الأمر الذي يجعل الصيدليات الصغيرة وخصوصا تلك التي تتواجد بالمناطق النائية تعاني من تذبذب ونقص في التزود بالأدوية، إضافة إلى تسويق أدوية آيلة للتلف وكذا احتكار وإخفاء الأدوية النادرة في السوق بهدف تسويقها في أوقات وجهات معينة دون غيرها. وقال ذات المتحدث إن قرار توزيع الأدوية مباشرة من المنتجين إلى الوكالات الصيدلانية، كان من شأنه حل المشاكل التي يعاني منها الصيادلة، وكذا القضاء على التذبذب الحاصل في توفر بعض أنواع الأدوية، كما أن ذلك القرار كان سيساعد على وفرة الأدوية، كما يسمح للصيادلة بتكوين مخزون جيد لمواجهة التذبذب الممكن حصوله مستقبلا، إضافة إلى ضمان استقرار سوق الدواء وتسويق أفضل للمنتج الوطني، مؤكدا أن نقابته ليست ضد المستوردين وموزعي الدواء بالجملة، لكن مثل هذا الإجراء سيسمح للصيادلة بالتموين مباشرة لدى المنتج، وتشكيل احتياطاتهم ومخزوناتهم بكل سهولة لتلبية طلب المواطنين وتفادي الندرة وضمان بيع وتسويق جيد للمنتج، داعيا الجهات المعنية إلى إعادة النظر في القرار ومباشرة إصلاحات جذرية لسوق الدواء في الجزائر الذي يعاني من وضعية وصفها محدثنا بالخطيرة.