مازال سكان حي أولاد بليل، الواقع عند المخرج الجنوبي لولاية البويرة، يشكون من غياب التهيئة العمرانية منذ عدة سنوات، الأمر الذي زاد في عزلتهم وحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق، خاصة في فصل الشتاء أين تتحول شوارع ونهج الحي الشعبي الذي تقطنه عدة عائلات إلى برك من المياه والأوحال، بسبب نقص التهيئة العمرانية، الإنارة العمومية ،المساحات الخضراء وساحات للعب. ورغم أن عدة أحياء سكنية بهذه البلدية استفادت من التهيئة العمرانية ومن إقامة مساحات خضراء، على غرار أحياء ذراع البرج، 338 مسكن، 1100 مسكن، إلى جانب تخصيص غلاف مالي قدره 27 مليار سنتيم لتهيئة حي زروقي المحاذي للطريق السيار شرق - غرب، باعتباره الواجهة الحقيقية لعاصمة الولاية منذ أكثر من 37 سنة، إلا أن حي أولاد بليل لم يستفد من التهيئة، رغم أنه لا تفصله عن حي زروقي، مسافة لا تتعدى عرض الطريق السيار شرق - غرب. والمتجول بالواقع على بعد 3 كلم جنوب مقر البلدية، يلاحظ حجم المعاناة على وجوه السكان خاصة الأطفال، حيث يجدون صعوبات للالتحاق بمؤسساتهم التربوية، منتعلين الأحذية البلاستيكية التي أصبحت ضرورية في ظل موجة البرد، بل إن بعض الأطفال وحتى الكبار يضطرون إلى انتعال الأكياس البلاستيكية فوق الأحذية لتفادي تسرب المياه والأوحال. كما أن المتجول عبر شوارع الحي المجاور لخط السكة الحديدية يلاحظ حجم الخطر الذي يشكله مرور القطار القادم من العاصمة نحو الشرق الجزائري والعكس، حيث لايزال السكان يتذكرون بألم ضحايا حوادث القطار جراء غياب وسائل الحماية، فالخطر يتزايد عند المرور بالجسر المار فوق وادي الدهوس، والذي يفتقر إلى رواق خاص بالمشاة، ما يعرض حياتهم للخطر.وعبر العديد من سكان الحي عن استيائهم من الوضعية السيئة التي يعيشونها منذ الاستقلال، بسبب عدم استفادة الحي من أشغال التهيئة العمرانية في ظل التوسع العمراني الذي يعرفه الحي، إلى درجة أن بعض الناقلين يرفضون نقلهم خلال الفترة الليلية إلى داخل الحي بسبب الحفر وبرك المياه وغياب الإنارة العمومية. وفي غضون ذلك يلتمس سكان حي أولاد بليل من الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة وتخصيص اعتمادات مالية للتهيئة العمرانية عبر مختلف أزقة الحي، وتعبيد الطرق وتوفير الإنارة العمومية.