استفاد سكان بلدية عين العلوي، الواقعة على بعد 18 كلم غرب عاصمة ولاية البويرة، من مشاريع تنموية من شأنها المساهمة في تحسين الإطار المعيشي لهم وإخراجهم من دائرة العزلة والتهميش، خاصة أن أغلبها يتعلق بالمياه الصالحة للشرب، التهيئة العمرانية، وتعبيد الطرق. ومن أهم هذه المشاريع تهيئة منبعي كل من قرية بني مسلم وقرية ذراع بورفيع، وذلك في إطار إعادة الاعتبار لينابيع المياه باعتبارها جزءا من الذاكرة الشعبية في حياة السكان، ومكانا يلتقي فيه الناس لتبادل أطراف الحديث، إلى جانب إنجاز بئر جديد لفائدة سكان قرية الشوانية التي تبعد بحوالي 3 كلم عن مقر البلدية. ويقدر عدد العائلات التي ستتزود قريبا من هذه البئر بأكثر من 150 عائلة، إلى جانب التهيئة العمرانية بوسط المدينة، والتي تتعلق أساسا الساحة العمومية وإقامة مساحات خضراء وساحات للعب، والتي من شأنها القضاء على تلك المناظر التي كثيرا ما شوهت المنظر الجمالي لهذه البلدية الواقعة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 18، وكذا التهيئة العمرانية التي ستمس بعض الأحياء السكنية والتي تتعلق أساسا بتجديد شبكة الإنارة العمومية من حي 80 مسكن، مرورا ببقية الأحياء السكنية والشوارع، وصولا إلى الحظيرة البلدية، مما سيضفي مسحة جمالية عليها. هناك مشروع آخر يتمثل في بناء مجاري للمياه على أطراف الطريق الولائي رقم 97، وجزء من الطريق الوطني رقم 18 على مسافة تقارب 500 متر لتفادي برك المياه، دون أن ننسى تزفيت الطريق الرابط بين قرية بني مسلم وقرية ذراع بورفيع على مسافة كلم ونصف، والذي تتكفل به مديرية الأشغال العمومية كونه يهدف إلى فك العزلة عن عدد كبير من العائلات، وكذا مشروع بناء خزان لثقب مائي بمنطقة فودي الواقعة على بعد حوالي 4 كلم عن مقر البلدية، والذي من شأنه تحسين عملية التزود بالمياه الصالحة للشرب. أما في المجال الثقافي فإن بلدية عين العلوي التابعة لدائرة عين بسام، استفادت من مشروع خاص بتأهيل المركز الثقافي وإتمام عملية بناء مكتبة بلدية. ورغم هذه المشاريع فإن السكان يتطلعون إلى الاستفادة من إعانات ومشاريع أخرى، خاصة ما يتعلق بتعبيد الطريق الرابط بين الشوانية قرية اسراحنة، على مسافة 5 كلم، والذي يعول عليه كثيرا لفك العزلة عن عدد كبير من العائلات، حيث تقدرتكلفته بأكثر من 4 ملايير و300 مليون سنتيم، وكذا تخصيص حصص من السكنات الإجتماعية التساهمية كون البلدية لم تستفد من أي حصة من قبل. وتجدر الإشارة إلى أن البلدية خصصت حاليا مساحة أرضية لبناء أول حصة في هذه النوع من السكن لا تقل عن 50 مسكن، إلى جانب حصص من السكنات الأخرى خاصة ما يتعلق بالبناء الريفي كونها ذات طابع فلاحي بالدرجة الأولى بسبب افتقار المواطنين لعقود الملكية. وذكر الأمين العام للبلدية، يوسف هيشور، أن البلدية قامت باختيار أرضية لإنجاز 100 مسكن اجتماعي إيجاري، والذي ستنطلق الأشغال به قريبا، فهي قدأحصت أكثر من 700 طلب للحصول على مسكن اجتماعي إيجاري، بعد أن قامت بترحيل وإعادة إسكان بعض العائلات من المحتشدات التي تندرج في إطار محاربة البيوت الهشة وتحسين الإطار المعيشي للسكان، إذ أن هناك 90 مسكنا قيد الإنجاز سيتم توزيعها على المواطنين بالحي العتيق، مع مشروع إنجاز 20 مسكنا اجتماعيا إيجاريا ستنطلق الأشغال به قريبا. أما في مجال ترميم المدارس الإبتدائية، فقد استفادت البلدية من غلاف قدره 665 مليون سنتيم موجه لفائدة 3 مدارس ابتدائية، منها عمر عكريفي بعين العلوي، محمد فاسي، ومحمد بعيري، والأشغال تتعلق أساسا بإنجاز الصرف الصحي والسقف. كما أن السكان يتطلعون لإنجاز ثانوية بالمنطقة لإعفاء أبنائهم من عناء التنقل إلى عاصمة الولاية أو دائرة عين بسام، علما أن سكان البلدية يفتقرون حاليا إلى خط مباشر للنقل يربط بلديتهم بعاصمة الولاية على مسافة 18 كلم، فهم يقضون مدة طويلة للظفر بمقعد ضمن حافلات النقل القادمة من منطقة عين بسام، والتي كثيرا ما تمر أمامهم مملوءة، مما يتسبب في وصول التلاميذ وحتى العمال متأخرين إلى أماكن دراستهم أو عملهم ، الأمر الذي أجبرهم على استعمال مختلف الوسائل في تنقلاتهم اليومية.. وهو ما يتطلب من الجهات المعنية الإسراع في فتح خط للنقل يربط بلدية عين العلوي بعاصمة الولاية لعله يساهم في فك العزلة عنهم.