لإيطاليا مصالح تجارية كبيرة في ليبيا.. وبصراحة إذا سمحنا بانهيار دول مثل ليبيا، فإننا سندفع الثمن''..هذا التصريح الأخير لوزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، يعكس حجم القلق الإيطالي من أحداث ليبيا، التي قد تزلزل الإقتصاد الإيطالي إلى حدود كارثية. ''يستثمر نظام "معمر القذافي" معظم عوائد نفط بلاده، في شركات إيطالية أهمها يونيكريديت وفينميكانيكا وايني وجوفنتوس، وذلك بموجب اتفاق تاريخي بينه وبين إيطاليا، التي استفادت في المقابل من النفط الليبي وعقود سخية جدا. توثقت العلاقات بين البلدين منذ توقيع اتفاق تاريخي في أوت 2008 لتصفية حسابات الاستعمار الإيطالي (1911-1942)، وقدم رئيس الوزراء الإيطالي "سيلفيو برلوسكوني" آنذاك اعتذارات بلاده وتعهد بتسديد 5 مليارات دولار كتعويض على مدة 25 عاما بصورة استثمارات. ومنذ الاتفاق عمدت طرابلس التي كانت مستثمرة في شركات ايطالية وتملك 10 بالمائة من شركة فيات قبل التخلي عن حصتها، إلى تعزيز مساهمتها في رؤوس أموال المجموعات الإيطالية الكبرى. وأفادت صحيفة "ايل سولي 24 اوري" أن قيمة المساهمات التي تملكها ليبيا في ايطاليا تبلغ 3.6 مليارات يورو. وفي مؤشر إلى تقارب العلاقات بين البلدين، أدت المخاوف حيال العنف في ليبيا إلى تراجع بورصة ميلانو بنسبة 3.59 بالمائة الاثنين، وتم تعليق التداول بها عند حوالي الساعة 10.00 ت.غ بسبب "مشكلة تقنية". وأهم استثمار ليبي في ايطاليا هو في يونيكريديت، ففي خريف 2008 في خضم الأزمة المالية تجاوز مؤشر البنك المركزي الليبي مؤشر نظيره الإيطالي المنتكس بنسبة 4 بالمائة. ومع مساهمة الصندوق السيادي الليبي "هيئة الاستثمار الليبية" باتت ليبيا المساهم الأول في يونيكريديت مع حصة شاملة من 7.582 بالمائة، الأمر الذي أثار أزمة خطيرة أدت إلى طرد المستثمرين رئيس المجموعة "اليساندرو بروفومو". ومنذ أواخر جانفي، بات الصندوق السيادي الليبي يملك 2.01 بالمائة من مجموعة فينميكانيكا للصناعات الجوية والدفاعية التابعة للدولة الإيطالية. كما تملك ليبيا 0.5 بالمائة من شركة "إيني" النفطية بحسب مصدر مقرب من الملف، ولم تطلع إدارة البورصة على هذه المساهمة لأنها دون 2 بالمائة، وأعلنت طرابلس في أواخر 2008 عن نيتها حيازة 5 إلى 10 بالمائة من المجموعة النفطية لكن الصفقة لم تتم. كما تملك ليبيا من خلال صندوقها السياسي 7.5 بالمائة من نادي جوفنتوس تورينو لكرة القدم، كما أعربت ليبيا عن اهتمامها بمجموعة الطاقة اينيل والاتصالات تيليكو إيطاليا، لكن لم ينجم عن ذلك أمر ملموس. في المقابل، تتلقى إيطاليا قرابة ثلث النفط الليبي حيث تشكل ايني المنتج الأجنبي الأول. ووقع الخيار على شركات ايطالية لعقود سخية "جامعية لشركة امبرجيلو، أمنية وسكك حديد لفينميكانيكا، جادات..."، فيما نالت يونيكريديت ضوءاً أخضر لفتح فرع في ليبيا. وتشكل السلطة المستعمرة السابقة شريك ليبيا الأول تجارياً، ففي 2009 شكلت إيطاليا الوجهة الأولى للصادرات الليبية 20 بالمائة، والمصدرة الأولى إلى ليبيا بحصة سوق بلغت 17.5 بالمائة، وتعمل 180 شركة إيطالية في ليبيا حيث يقيم حوالي 1500 إيطالي.