تواصلت بليبيا مساء يوم الاثنين المظاهرات والاحتجاجات المصحوبة بأعمال عنف والتي اجتاحت عدة مدن من البلاد منذ الثلاثاء الماضي فيما تتواصل ردود الفعل الدولية المعبرة عن القلق من تطورات الوضع وسقوط المزيد من الضحايا. وقد خلفت اعمال العنف لحد الان حسب مصادر حقوقية ما يقارب 233 قتيلا وتعرف العديد من الاحياء بطرابلس بعاصمة ليبيا التي امتدت اليها الاحتجاجات عمليات تخريب ونهب استهدفت المرافق العمومية والممتلكات الخاصة، حيث احرقت مراكز للشرطة وتم اقتحام ونهب شركة اجنبية قرب طرابلس ما أسفر عن إصابة العديد من العمال الأجانب بها. كما ذكرت مصادر اعلامية عن اقتحام متظاهرين أمس مكاتب صحيفة "قورينا" المقربة من سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي. وعلى صعيد اخر اعلن دبلوماسيان ليبيان استقلالتها كرد فعل على خلفية الاحداث التي تشهدها ليبيا وهما سفير ليبيا بالهند علي العيساوي وكذا الممثل الدائم لليبيا بالجامعة العربية عبد المنعم الهوني. كما نقلت وسائل الاعلام العالمية اليوم خبر استقالة وزير العدل مصطفى عبد الجليل من منصبه لنفس السبب. وأمام تطورات الوضع في ليبيا حث رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك السلطات في ليبيا "لوقف جميع أشكال العنف ضد المتظاهرين". وأعرب في بيان اليوم عن اسفه لوقوع خسائر في الأرواح داعيا إلى الإزالة الفورية للحجب عن المعلومات والكف عن عرقلة امكانية الوصول الى شبكات الانترنت والهاتف المحمول. كما عبر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي على هامش اجتماعهم ببروكسل اليوم عن انشغالهم لاستمرار اعمال العنف في ليبيا. وعبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للصحافيين ببروكسل عن "قلقه البالغ ازاء الوضع في ليبيا" مضيفا ان وزارة الخارجية في لندن استدعت السفير الليبي اليوم للتعبير عن "ادانتها استخدام القوة " ضد المتظاهرين مؤكدا ان "بريطانيا تدعو اليوم الى وضع حد للعنف". كما عبر وزير الشؤون الخارجية السويدي كارل بيلت عن "قلق" بلاده ازاء الأحداث في ليبيا ودعا وضع حد لاعمال العنف ضد المتظاهرين". ومن جهته اكد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني "ان الوضع في ليبيا يثير قلقا بالغا" وقال انه يجب ان "تبدأ ليبيا على وجه السرعة في عملية المصالحة الوطنية". وقال فراتيني "أشعر بقلق بالغ ازاء الاعلان الذاتي للامارة الاسلامية لبنغازي" مؤكدا انه لا يمكن "تخيل امارة اسلامية عند حدود اوروبا" لان ذلك "سيكون تهديدا خطيرا" غير انه دعا في الوقت نفسه الاوربيين الى "عدم التدخل". وكانت فرنسا من جهتها قد اعربت عن قلقها "الشديد" حيال تطورات الوضع في ليبيا داعية مجددا إلى "الوقف الفوري لأعمال العنف" و "الى احترام حق التظاهر السلمي" في ليبيا. بدورها روسيا دعت ايضا كافة الاطراف في ليبيا الى "ايجاد حل سلمي عبر الحوار الوطني" للمشاكل القائمة والبدء بإصلاحات تفرض نفسها. وحثت وزارة الخارية الروسية "الحكومة الليبية وجميع الأطراف في البلد فعل كل ما في وسعهم لضمان أمن المواطنين الروس بمن فيهم الذين يعملون في مختلف القطاعات الاقتصادية الليبية". وكانت روسيا وعلى غرار العديد من الدول قد حذرت رعايا الامتناع عن السفر إلى ليبيا وأكدت على استعدادها لإجلاء الرعايا الروس في ليبيا "إذا دعت الحاجة". وفي هذا الصدد، عبرت فرنسا نيتها في اجلاء رعايا ها 750 المتواجدين بليبيا واكدت ان فريقا من القنصلية موجود في المطار لتسهيل رحيلهم. وكان عدد كبير من التونسيين المقيمين في ليبيا قد تدفق على الأراضي التونسية عبر نقطة الحدود البرية (رأس الجدير) حيث اجتاز الحدود نحو تونس خلال الساعات الماضية نحو 2300 تونسى من ضمن حوالي 87 الف مهاجر تونسي يعيشون بليبيا. كما قامت كل من تركيا والارد ن باجلاء رعاياهم من ليبيا اثر تطورات الاحداث وامتداد الاحتجاجات الى العديد من المدن بعد الاسبوع لاول من اندلاعها في بن غازي والبيضاء شرق البلاد. وكانت عدة شركات دولية بما فيها شركات بترولية قد اعلنت البدأ في ترحيل عمالها من ليبيا على خلفية الاحداث التي تعيشها البلاد. وفي هذا الصدد، أعلنت مجموعة (ايني) النفطية الايطالية اليوم وهي المجموعة النفطية الأكبر في ليبيا انها تجري حاليا عمليات اجلاء لجميع عائلات العاملين في ليبيا نحو ايطاليا. وكانت شركة النفط البريطانية العملاقة "بي بي" قد اعلنت إنها ستقوم باجلاء بعض موظفيها العاملين في ليبيا جراء تفاقم الاضطرابات التي تشهدها البلاد. وكانت (بي بي) وقعت وشريكها الليبي هيئة الاستثمار الليبية اتفاقا لاستكشاف وانتاج النفط مع شركة النفط الليبية في ماي 2007.