هدد سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي الشعب الليبي بأنه أمام خيارين، إما الدخول في حوار وطني أو الاحتكام إلى السلاح إذا استمرت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، ووصف المتظاهرين الليبيين بالعصابات والبلطجية ومتعاطي مخدرات. واعتبر أن الجيش الليبي خلافا لنظيره المصري والتونسي لن يتخلى عن القذافي. وحاول استمالة مواقف الغرب لصالحه باختلاق قصة مساع لإقامة الإمارة إسلامية في ليبيا وقال إن الغرب لن يسمح بها نجل القذافي:“الجيش الليبي سيدافع عن والدي حتى آخر لحظة” لم يظهر القذافي وظهر نجله في أول رد فعل من النظام في ليبيا. وتناول في حديث متلفز تطورات الأوضاع في ليبيا بخطاب تهديدي أكثر منه خطاب تهدئة، واصفا المتظاهرين المطالبين بإسقاط والده من الحكم ب”لن نفرط في شبر واحد من ليبيا وندعها لقمة سائغة لعصابات وبلطجية ومتعاطي مخدرات”. ودعا نجل القذافي أمس إلى البدء في حوار وطني بشأن دستور ليبيا، كما حذر الليبيين من خطر استعمار بلاده إذا لم تتوقف الاحتجاجات، مؤكدا أن الغرب لن يسمح بالفوضى أو تصدير الإرهاب والمخدرات أو إقامة إمارات إسلامية في ليبيا. وأشار إلى أن كل الاستثمارات الخارجية ستهرب من ليبيا إذا سقط النظام، مشددا على “أن أنهارا من الدماء ستسيل إذا سقط النظام، حيث سيحتكم الجميع إلى السلاح الذي أصبح في متناول الجميع، وسنبكي على مئات الآلاف من القتلى”. وأضاف أن “الجيش الليبي مازال بخير، وسيكون له دور أساسي في حفظ الأمن والنظام بأي ثمن، وهو ليس كجيش تونس أو مصر وسيدافع عن القذافي حتى آخر لحظة”. ووصف ما جرى في بلاده من احتجاجات في الأيام الماضية بالفتنة الكبرى، وحذر من وقوع حرب أهلية في ليبيا نظرا لطبيعتها القبلية. وقال “إن هذه الأحداث تقف وراءها ثلاث مجموعات، أولها مجموعة منظمة وتضم نقابيين ولهم مطالب سياسية واضحة، وثانيها جماعات إسلامية الإسلام منهم براء هاجموا معسكرا للجيش وقتلوا جنوده وأعلنوا إقامة ما يسمى إمارة إسلامية، والمجموعة الثالثة وهي الكبرى عبارة عن عصابات مخدرات وبلطجية وهاربين من السجون مصلحتهم في انهيار الأمن والنظام”. مظاهرات حاشدة احتجاجا على خطابه وقد شهدت شوارع العاصمة الليبية طرابلس وغيرها من المدن مظاهرات حاشدة احتجاجا على الخطاب الذي ألقاه سيف الإسلام القذافي. وردد الشبان الليبيون الذين خرجوا إلى شارع عمر المختار أحد أكبر شوارع طرابلس مرددين هتافات “ليبيا واحدة، ليبيا حرة”. وقال الناشط السياسي الليبي، حامد حسن، وفقا لمصادر إعلامية: “إن الخطاب ينطوي على تهديد وقح للشعب الليبي، وإن سيف الإسلام اختلق قصة الإمارات الإسلامية”. وقال الناشط السياسي الليبي صلاح السلوي “إن خطاب سيف الإسلام يشبه تماما خطابي الرئيسين المخلوعين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك، وهو خطاب مسجل وقد يكون آخر خطاب له قبل السقوط”. مئات القتلى والجرحى وأكبر قبيلتين تنضمان للمحتجين وصلت المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام العقيد معمر القذافي إلى العاصمة الليبية طرابلس، وتصدت لها بالرصاص قوات الأمن ومن يسميهم المتظاهرون “مرتزقة”، حيث سقط مئات القتلى والجرحى حسب عدة مصادر إعلامية. وقالت منظمة “هيومان رايتس ووتش” الدولية لحقوق الإنسان، إن عدد ضحايا الاضطرابات العنيفة فى ليبيا خلال الأيام الأخيرة قد بلغ 233 قتيلا على الأقل. في هذه الأثناء أعلنت أكبر قبيلتين في ليبيا، وهما ترهونة وورفلة، اللتين يناهز عدد أفرادهما مليونين، انضمامهما إلى المحتجين ضد القذافي، كما هددت قبيلة الزوية بقطع إمدادات النفط إذا لم يتوقف قتل المتظاهرين.