كشفت مصادر متطابقة أمس نقلا عن شهود عيان في ليبيا، أن العقيد معمر القذافي غادر البلاد إلى بلد أجنبي قد يكون فنزويلا أو البرازيل، بعدما عمت المظاهرات المطالبة برأسه كافة أنحاء ''الجماهيرية''، وتمكنت حشود المحتجين من السيطرة على أغلب مدن البلاد، وانضمام بعض وحدات الجيش ومعظم القبائل إليهم. وفي الأثناء، لم يجد الخطاب الذي ألقاه سيف الإسلام القذافي في إطار تهدئة شرارة الاحتجاجات المناوئة لوالده، أي صدى لدى المحتجين الغاضبين، حيث شهدت شوارع العاصمة الليبية طرابلس وغيرها من المدن صباح أمس، المزيد من المظاهرات الحاشدة احتجاجا على هذا الخطاب الذي أشعل المزيد من الاحتقان بسبب تهديده للمحتجين وتخييرهم بين التراجع أو القتال.وفي الصباح الباكر خرج المحتجون إلى شارع ''عمر المختار''، أحد أكبر شوارع طرابلس، معلنين غضبهم من خطاب نجل القذافي، ومرددين هتافات معادية للنظام وتطالب برحيله. وتجمع محتجون مناهضون للحكومة في شوارع طرابلس، فيما أعلن زعماء قبليون رأيهم صراحة ضد القذافي، فيما أشار شهود عيان إلى نهب التلفزيون الحكومي في طرابلس وإحراق مبان حكومية. وكان سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، قد وضع الشعب الليبي أمام خيارين، إما الدخول في حوار وطني أو الاحتكام إلى السلاح إذا استمرت المواجهات الدامية بين قوات الأمن والمتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام والده. وقال سيف الإسلام في حديث متلفز إن عشرات الآلاف يتوافدون على العاصمة طرابلس للدفاع عن القذافي، وشدد على أن والده في المدينة ويقود المعركة، وأكد أنهم سيقاتلون حتى آخر طلقة وآخر رجل، مضيفا ''لن تضحك علينا قنوات ''الجزيرة'' أو ''العربية'' أو ''البي بي سي''، وقد دربنا آلاف الشباب، وسنحيا ونموت في ليبيا، ولن نفرط في شبر واحد من ليبيا وندعها لقمة سائغة لعصابات وبلطجية ومتعاطي مخدرات''. ودعا نجل القذافي إلى البدء في حوار وطني بشأن دستور ليبيا، كما حذر الليبيين من خطر استعمار بلاده إذا لم تتوقف الاحتجاجات، مؤكدا أن الغرب لن يسمح بالفوضى. وأشار سيف الإسلام إلى ''وجود مخطط يستهدف ليبيا تم تضخيمه من قبل بعض الإذاعات والقنوات الفضائية العربية والأجنبية، التي استغلت عدم مواكبة الإعلام الرسمي الليبي لهذه الأحداث، فتحدثت عن قتلى بالمئات وعن وجود مرتزقة''، على حد زعمه.