ينتشر مرض الغلاكوما أو الماء الأزرق بكثرة بين سكان الجنوب، وهو مرض لا تظهر أعراضه بصورة واضحة تمكّن من علاجه المسبق. ويأتي هذا المرض في المرتبة الثانية بعد المياه البيضاء أو “كاتارات” من حيث الانتشار وبنسبة تقدر ب 4.5 بالمئة تشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن مرض الغلوكوما يصيب أكثر من 500 ألف من الجزائريين، حيث تسجل الإصابة في أغلب الأحيان بعد بلوغ الشخص سن الأربعين، ويمكن أن يتطور المرض إلى حد فقدان البصر والعمى الكلي. في هذا الإطار، أكد تحقيق قام به فريق من الأطباء الجزائريين في ولاية الوادي أنه من مجموع 938 مريضا كانت هنالك نسبة 34 بالمئة عرف عنها إصابتها من قبل بمرض الماء الأزرق، بينما تم الكشف عن 55 بالمئة لدى القيام بالتحقيق. ويشير الخبراء إلى أن مرض الغلوكوما أو الماء الأزرق غير معروف كثيرا في الجزائر على الرغم من درجة خطورته حينما لا يتم تشخيصها والتكفل بها. وعليه، فإن الضرورة تقتضي إطلاق حملات تحسيسية وأخذ عينات لتحليلها في أوساط السكان المعرضة للمخاطر. والجدير بالذكر، أن الغلوكوما أو الماء الأزرق هو مرض يصيب العصب البصري الذي يحمل الصور التي نراها إلى المخ نتيجة ارتفاع الضغط بالعين فيحصل بسببه تلف في أنسجة العصب البصري، فهو مثل كابل الكهرباء الذي يحتوى على كمية هائلة من الأسلاك الرفيعة، إذ يحتوي العصب البصري على عدد كبير جدا من الألياف العصبية وهي التي تتلف بتأثير الغلوكوما، ما يؤدي لتكوين بقع عمياء داخل العين ومن ثمّة فقْد أجزاء من المجال البصري للرؤية. وإذا لم يعالج المرض يحدث تلفا كليا في العصب البصري ويصاب المريض بالعمى. ولعرض آخر المستجدات المتعلقة بمرض الغلوكوما، سينظم يوم علمي بمدينة الوادي يوم 24 أفريل الجاري بمشاركة العديد من الخبراء والمختصين في المجال.