مازالت تصريحات مصطفى عبد الجليل, رئيس المجلس الانتقالي الليبي والوزير السابق لدى القذافي, يصب الزيت على النار بتوجيه سهامه المسمومة صوب الجزائر, فهل يظن أنه عندما يقف على باب الإليزيه ويقول أي كلام, يصبح بهذا شخصية ذات وزن؟! كلام وزير القذافي هذا, الذي كان بالأمس مستعدا للموت من أجل قائده المجنون, لن يخدم الثورة الليبية, التي لا يحق لأحد الطعن في شرعيتها وأهدافها, التي ثارت من أجلها قبل أن تعبث بها يد ساركوزي وحلفاؤه في الحلف الأطلسي, بل سيشدد عليها الخناق على حدودها مع الجزائروتونس .. تونس التي وإن لم تقلها صراحة, فهي ترفض حربا يقودها حلف الأطلسي على حدودها تماما مثلما ترفضها الجزائر. عبد الجليل هذا الذي ذهب ليرهن ثروات ليبيا على مذبح أحلامه الشخصية ويقدمها عربون صداقة في قصر الإليزيه, صار خطرا على مستقبل بلد عمر المختار وأحرار ليبيا من ثوار وغير ثوار, ومن هنا بات من مصلحة الثورة الليبية إقالة هذا المريض, الذي يبدو أن لسانه تدرب على الكلام النابي مثل سيده القذافي, فلم يعد يعرف إلا الشتم وإثارة العداء. من مصلحة الثورة الليبية أن تجدد دمها وترمي ركاب موجتها إذا كانت تريد النجاح ونصرة الشعب الجزائري لها. فالرجل فاقد للمصداقية ولا يتوفر على استراتيجية ولا على بعد نظر ولا قراءة استشرافية للوضع في المنطقة, لأنه لو كان يتمتع ببعد نظر لما اتخذ من الجزائر عدوا له في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلاده, إنه قذافي آخر سيرهن مستقبل الشعب الليبي لنصف قرن آخر من الزمن, من يدري ربما لقرون أخرى, إذا ما نجح في تسبيق مصلحة فرنسا على مصلحة الشعب الليبي الذي ثار ضد طغيان القذافي. الثورة الليبية بحاجة إلى زعيم جديد, زعيم لا يحمل في جيناته فيروسات القذافي, زعيم لا يخدم لا الأجندة الفرنسية ولا الأمريكية ولا أية أجندة أخرى , سوى التي يرسمها الشعب الليبي وتراعي مصلحته ليس إلا. من مصلحة الشعب الليبي أن يثور على هذا الانتهازي, فالذي يقبل التبعية والانبطاح للمستعمر لا يمكن أن يقود شعبا على طريق الحرية, والتابع لأسياده لا يمكن أن يكون سيدا, فهو يفتقر للكاريزمية, لصفات القائد, والشعب الليبي في حاجة إلى قائد يعيد رسم معالم الهوية الليبية التي محاها القذافي بجنون العظمة, وعبد الجليل ليس هو هذا القائد, إنه نسخة منسوخة من شيء اسمه القذافي.