أكد وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، أن تنظيمات المجتمع المدني بكل أطيافها “متمسكة بقانون تجريم الاستعمار”، مشيرا إلى أن هذا المطلب تجتمع حوله كل القوى الحية في البلاد، وقال إنه “لا يمكن وصف مطلب تجريم الاستعمار لا بالقديم ولا بالجديد لأنه لا يرتبط بجيل دون آخر” وأضاف أن “تمجيد الاستعمار لا يمكن إلا أن يثير استنكار الضمير الإنساني عامة والشعوب التي تجرعت مرارة الاستعمار خاصة”، وواصل أن البرامج التي “نسطرها لتخليد تضحيات شعبنا تتجاوز في مبناها ومعناها مستوى التعريف بالمجازر، على اعتبار أنها معلومة للجميع ولا يوجد في أدبياتنا ولا في شهادات المؤرخين من يشكك أو يتنكر لتلك الأحداث”. وصف، أمس، وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، مجازر 8 ماي 1945، بأنها “جرائم ضد الإنسانية” بالمفهوم القانوني، وقال في حديث ل”واج” بمناسبة الذكرى ال66 لمجازر 8 ماي 45، “إننا كضحايا لا نجد وصفا وتكييفا لتلك المجازر غير كونها جريمة ضد الإنسانية بالمفهوم القانوني، لأنها وقعت ضد شعب أعزل خرج للتظاهر سلميا فجوبه بحد السلاح وبقمع عسكري وحشي”، مضيفا أن “الجريمة قائمة بالقرائن والدلائل ولا يمكن أن تسقط بالتقادم، وهي تكاد تكون من أبشع الجرائم التي شهدتها الإنسانية في التاريخ، لأن هناك حالات أقل شناعة وحجما، مع استنكارنا لها، اعتبرت كجرائم ضد الإنسانية”. وردا عن سؤال حول الخطوات التي يجب القيام بها للتعريف أكثر ببشاعة تلك المجازر خاصة بالنسبة لجيل الاستقلال، قال الوزير إن الدولة “اعتمدت من باب الوفاء لتضحيات شهداء مجازر ماي 1945، الثامن ماي من كل سنة يوما وطنيا يحتفي به برمزية التضحيات، على اعتبار أنها كانت فاصلة بين مرحلة النضال السياسي والإعداد للثورة المسلحة من جهة، ومناسبة لاستنكار بشاعة المجازر وجرائم المستعمر، من جهة أخرى”، وأضاف أن “البرامج التي نسطرها لتخليد تضحيات شعبنا تتجاوز في مبناها ومعناها مستوى التعريف بالمجازر، على اعتبار أنها معلومة للجميع ولا يوجد في أدبياتنا ولا في شهادات المؤرخين من يشكك أو يتنكر لتلك الأحداث”. ولدى تطرقه لمطالب تنظيمات من المجتمع المدني بضرورة إعادة بعث مشروع قانون تجريم الاستعمار، أكد الوزير أن تنظيمات المجتمع المدني بكل أطيافها “متشبثة بقانون تجريم الاستعمار”، وأشار إلى أن موضوع تجريم الاستعمار هو مطلب تجتمع حوله كل القوى الحية في البلاد، مضيفا أن هذا المطلب “لا يمكن وصفه بالقديم ولا بالجديد، لأنه لا يرتبط بجيل دون آخر، كما أن تمجيد الاستعمار لا يمكن إلا أن يثير استنكار الضمير الإنساني عامة والشعوب التي تجرعت ويلاته”. وفيما يتعلق باحتفاظ فرنسا برفات شهداء المقاومة الشعبية بمتحف باريس، على غرار شريف بوبغلة، المتوفى سنة 1854، والشيخ بوزيان من الزعاطشة، المتوفى في خريف 1849، قال الوزير “لا تعليق عندي سوى التساؤل عما إذا كان الاحتفاظ برفات شهداء المقاومة، مبعث اعتزاز وافتخار لفرنسا الاستعمارية أو اعترافا منها لمقامهم كرموز للشرف والوفاء للقضية التي قضوا من أجلها”، وعبر عن اعتقاده بأنه “حينما تتوفر الأجواء الملائمة لمعالجة ملف الذاكرة بين الجزائروفرنسا ستبحث كل المسائل المتعلقة بهذا الأمر وبغيره”.