.. لم يصدر عن الكرسي البابوي أي إدانة لجرائم القتل والتهجير، وكان من بين المهجرين المناضل الفلسطيني المطران كابوتشي من الكنيسة الشرقية، واستمر ذلك الموقف من بداية الاحتلال سنة 1948 إلى الرصاص المسكوب على المدنيين في غزّة شتاء 2008-2009 وحملات البطش والاعتقال التعسفي والاعتداء على بيت المقدس، وبيت لحم وأريحا التي شهدت خطوات مريم العذراء واٌبنها المسيح. فالمسيحي إذا كان عربيا أو من الأهالي الأصليين في الشرق الأوسط، فإنه يخرج من تعاطف وعناية الكنيسة وخطرا على الكيان الصهيوني مثل مواطنيه المسلمين. إن الأحداث المأسوية السابقة ليست أكثر من حلقة من سلسلة الجرائم والتواطؤ الذي رافق الحلف المقدس مع الصهيونية ومؤامراتها الدموية، فبعد أن عينت الأممالمتحدة الكونت برنادوت فولك Bernadotte Folke للإشراف على تقسيم أرض فلسطين بين اليهود والفلسطنيين، الذين أصبحوا مجرد لاجئين في وطنهم، وضع برنادوت التقرير التالي الذي سيؤدي إلى قتله جاء في هذا التقرير ما يلي: “بصفتي الوسيط في هذه المرحلة من النزاع، فإنني على يقين أن جهودي لن تكلّل بالنجاح، إلا إذا تمّ التكفل بالمأساة الانسانية التي حلت ب 330.000 من اللأجئين الفلسطينيين المشردين بلا ماء ولا غذاء ولا مأوى، وحوالي 30 % منهم أطفال دون الخامسة، غذاءهم الوحيد بعض الدقيق على وشك النفاد.. سيكون احتقارا مخزيا للمبادئ الأولية لكل الانسانية أن يحرم هؤلاء الأبرياء الذين لا ذنب لهم في هذا الصراع، من العودة إلى ديارهم بينما يتقاطر آلاف المهاجرين اليهود ويهددون بافتكاك منازلهم التي ولد فيها أجدادهم وقد قاموا بتدمير قرى بأكملها بدون ضرورة عسكرية مقنعة”. مدة قصيرة بعد إعلان هذا الموقف الذي يجمع بين المعاينة والشهادة الموضوعية، اغتالته عصابة شتيرن Stern بالتسمية الانجليزية نسبة لمؤسسها الأول آبراهام شتيرن ولوهامي هيروت اسرائيل LEHI- بالعبرية، وتعني المحاربون من أجل حرية إسرائيل. ولم تسأل أي منظمة دولية، بما فيها الأممالمتحدة، عن جريمة قتل برنادوت، فقد اكتفت المنظمة الدولية بإدانة الاغتيال لا غير، بدون تعيين الجاني، بل إن مسؤول شتيرن السياسي أصبح عضوا في الكنيست سنة 1949، والقاتل نفسه أصبح الحارس الشخصي لبن غوريون، أما قائد العمليات العسكرية في تلك المنظمة الإرهابية إسحاق شامير فقد تولى رئاسة حكومة إسرائيل مرتين..! لقد بدأت إسرائيل بالاعتداء على المجموعة الدولية بعد التشريد والتنكيل بالفلسطينيين، بينما الحلف المقدس يندد ويحذر ويجرّم معاداة السامية ويجند جيوشه وترساناته الإعلامية للبحث عن مخابئ القاعدة ومحاربة الإسلاموية.. التي تعني الآن الإسلام دينا وثقافة وكل الشعوب التي تنتمي إليه.. يتبع