هل من المنطقي أن تشلّ مجموعة من مضيفات ومضيفي الطيران كل الرحلات وتتوقف الحركة بالسماء الجزائرية في عز موسم الصيف وعودة المهاجرين؟! فمن يريد الإضرار بالجوية الجزائرية، لأنه لا يعقل أن تشل حركة شركة الطيران الوطنية الوحيدة بسبب مطالب اجتماعية، مهما كانت شرعية هذه المطالب! فإذا تمعنّا في الحملة التي استهدفت الخطوط الجوية الجزائرية منذ فترة، خاصة منذ دخول شركة "إيغل أزور" السوق الجزائرية، وجدنا أن الخطوط الجوية الجزائرية مستهدفة بحملات إعلامية لا تتوقف الواحدة حتى تنطلق أخرى أكثر شراسة، فهل لشركة إيجرودن يد في هذا الخلط؟ صحيح أن نوعية الخدمات التي تقدمها الشركة الوطنية فيها الكثير من العيوب، كعدم احترام توقيت الرحلات، أو نوعية الخدمات المقدمة للمسافرين على متن الطائرة، وغير ذلك من الخدمات التي لا تتماشى ومستوى الأسعار، فالشركة الوطنية لم تعد مضطرة لتحسين خدماتها في غياب منافسة داخلية، لكن أن تصل الأمور إلى حد شل مطارات الجزائر بالكامل، وإلغاء كل الرحلات المبرمجة على متن طائرات الشركة الوطنية إلى إشعار آخر، وتجميد الحركة بالمطارات وتقول المضيفات في مكبرات الصوت إن كل الرحلات ملغاة لأسباب اجتماعية، فهذا عبث ما بعده عبث! لأن قانون الإضراب يفرض على المضربين ضمان حد أدنى من الخدمات، وهو ما لم يراعه مضيفو الطيران أمس، وها هم يشلون مطارات الجزائر في تحد مفضوح أبشع وأسوأ مما فعلته نقابة "السيت" التابعة للفيس المحل منذ عشرين سنة، فأين هم المسؤولون مما يحدث للجزائريين بمطارات الجزائر؟! أين هو وزير النقل؟! أين هو بو عبد الله؟! الرجل الذي أشرف على أكبر عملية تحد في تاريخ الجزائر، عندما ضمن جسرا جويا إلى أم درمان لمناصرة الفريق الوطني، فاليوم هو مطالب أيضا برفع تحد آخر وكسر شوكة الإضراب، الذي مهما كانت شرعية مطالب أصحابه، ليس من حقهم غلق المجال الجوي في وجه أبنائنا العائدين من الخارج، أو في وجه المواطنين المضطرين، بسبب طبيعة أعمالهم إلى السفر بالطائرة؟ لأن المستفيد الوحيد من هذا الإضراب هو "إيغل أزور"، الشركة التي كسبت ود بعض الصحف وهي تعمل ليل نهار لكسر شركة بو عبد الله.