استمعت صدفة إلى الوزير الأول أحمد أويحيى في حواره المتلفز حول الإصلاحات.. وكم تمنيت أن لا أرى هذا الحوار؟! فالسيد أويحيى يقود حزبا فيه مواصفات الأحزاب ويقود حكومة لا تحمل من صفات الحكومة إلا الاسم! وكنا نتوقع أن يتحدث أويحيى عن الإصلاحات بمنظور حزبه الذي يشبه في تنظيمه ومواصفاته صفة الأحزاب.. ولا يتحدث عن الإصلاحات بمنظور الحكومة البائسة التي أفسدت البلاد حتى أصبحت البلاد تبحث عن الإصلاح! ومن منطلق أن الأرندي هو أحسن حزب منظم في البلاد كنا نتوقع أن يتحدث أمينه العام عن الإصلاحات القادمة من منظور أكثر طمأنة على مستقبل البلاد في ظل الإصلاحات القادمة. فالأحزاب هي المدارس الابتدائية لتدريب المسؤولين على قيادة البلاد! ومن لا يستطيع قيادة حزبه بنجاح لا يستطيع قيادة حكومة بلاده بنجاح! فالحزب عادة فيه خلافات محدودة يتدرب المسؤول فيه على إدارتها بنجاح ويتعلم بذلك فن إدارة الخلافات والصراعات على مستوى الدولة عندما يستلم الحكم! وعندما سمعت السيد أويحيى يقول من منطلق حزبي وحكومي: "إن الانتخابات القادمة في ظل الإصلاحات القادمة ستشرف عليها لجنة وطنية مستقلة ويجلب لمراقبتها مراقبون دوليون"! عندما سمعت ذلك أحسست بأن البلاد مقبلة على محن وطنية بهذه الإصلاحات المزعومة.. وليست مقبلة على مرحلة مشرفة! نحن نريد إصلاحات تجعل حكومة الجزائر تتمتع بالثقة الشعبية وبالكفاءة التي تجعل المواطن لا يطلب من لجنة دولية أن تقدم له حسن نية وسلوك الحكومة في إجراء انتخابات حرة ونزيهة! وجود أجانب في مراقبة الانتخابات هو في حد ذاته إدانة للحكومة بأنها لا تتمتع بالشرعية والمصداقية.. وهذا في حد ذاته يتطلب إجراء إصلاحات فعلية وليست شكلية! لأن الشرعية التي يشهد عليها نزلاء الفنادق 5 نجوم ليست شرعية! كيف يطلب أويحيى من الأجانب أن يشهدوا له بالنزاهة في إجراء الانتخابات لدى الشعب الجزائري ولا يحس بفقدان الشرعية والمشروعية لدى الشعب؟! فلو قال هذا الكلام غير أويحيى لسجلناه في خانة قلة التجربة أو زلة لسان, لكن حين يقول ذلك رجل سياسي يوصف بأنه أحسن ما هو موجود في الساحة السياسية نحس بالفعل بأن مستقبل البلاد لا يبشر بخير.. وأن أحسن ما هو موجود سيئ! أليست عملية الركض إلى الأممالمتحدة للشهادة على نزاهة الانتخابات هي في حد ذاتها إدانة؟! نحن نريد حكومة بعد الإصلاحات لا يشك المواطن ذرة واحدة في نزاهتها وإلا كانت هذه الإصلاحات تشبه إصلاحات المرحلة الانتقالية التي مرت بنا! هل يقصد أويحيى أن الانتخابات القادمة في الجزائر سيدعى إليها زبانية عمرو موسى في الجامعة العربية كما حدث من قبل للشهادة على نزاهة الانتخابات لقاء صحن فول وطعمية! إن طموحنا ليس هذا, بل هو بناء حكومة ومؤسسات لا تحتاج لشهادة الأجانب!