سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجزائر ستعترف “آليا” بالمجلس الانتقالي وقضيّة المرتزقة مفتعلة روجها المغرب وإسرائيل قال إن الولاء العشائري صعّب من إبعاد القذافي، المحلل السياسي مصطفى صايج:
أكد المحلل السياسي والأكاديمي، مصطفى صايج، أن قضية إرسال الجزائر لمرتزقة للقتال في صفوف نظام القذافي، لم تكن سوى أداة ضغط “دبلوماسي” أرادت من ورائه قوى غربية دفع الجزائر إلى ركوب الموجة الخليجية والاعتراف بالمجلس الانتقالي، وقد تم توظيف لذلك الإعلام المغربي والإسرائيلي، وتوقع سيناريوهات للمشهد الليبي، أبرزها زوال القذافي من ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات. ورجح، أمس، الأكاديمي مصطفى صايج، في تصريح ل”الفجر” على هامش ندوة “مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية” حول الأزمة الليبية وتداعياتها، أن تعترف الجزائر “آليا” بالمجلس الانتقالي الليبي في حال “ضاقت” دائرة القذافي وحصل المجلس على شرعية في الداخل، حيث تنتظر الجزائر اتضاح الرؤية وتراهن على السيناريو الداخلي لاتخاذ موقف من المجلس الانتقالي، وأضاف أن موقف الجزائر مرهون أيضا بموقف الاتحاد الإفريقي، وأكد وجود ضغوط دولية لدفع الجزائر للاعتراف بهذا المجلس الذي تتقاسم معه الشك المتبادل، وقال إن الموقف الجزائري مرهون بالموقف الإقليمي وبالاتحاد الإفريقي، لذا فهي لم تتخذ موقفا لصالح أي طرف، وتطالب بحل سلمي تفاوضي بين القوى المتصارعة، في انتظار اتضاح الرؤية. وأوضح المحلل مصطفى صايج، أن الجزائر مطالبة ب “الحذر” من السيناريوهات المطروحة على الساحة الليبية، خاصة السيناريو الأقرب إلى الواقعية والمتمثل في تحول الدولة المجاورة إلى دولة فوضى تصدر الإرهاب والجريمة المنظمة، و أشار إلى استعمال قوى أجنبية لورقة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتضخيم خطرها، وكذا مشكل حركة الأسلحة في المنطقة من أجل إضعاف دول الساحل التي تسعى إلى ممارسة سيادتها والأخذ بزمام الأمور، مبرزا “خطورة” صعود الإسلام السياسي غير المنظم في ليبيا، بالنظر إلى تركيبة المجلس الانتقالي الليبي وحضور الجماعة الإسلامية المقاتلة على الساحة و طغيان الإيديولوجية الجهادية في الشارع الليبي. أما عن السيناريوهات المطروحة للملف الليبي، فقد تحدث صايج، عن انتهاء القذافي في مرحلة ثلاثة اشهر إلى ثلاث سنوات، بسبب ضيق دائرته التي تعتمد على أفراد من عائلته بشكل خاص وانقلاب مقربيه ضده، وتوسع دائرة الاعتراف بالمجلس الانتقالي، وصعود هذا الأخير الذي يتميز بكونه غير متجانس ويسعى للحفاظ على مصالحه ولا يملك نظرة مستقبلية، إضافة إلى سيناريو تقسيم ليبيا إلى ثلاثة أقاليم أو تحولها إلى دولة فوضى قد تتسرب أخطارها على الحدود مع الجزائر. من جهته، اعتبر الأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عبد الوهاب بن خليف، أن الجزائر بدأت تحضر لمرحلة ما بعد القذافي، وخاصة فيما يتعلق بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، وأشار إلى أن الجزائر لم ترفضه بشكل قطعي، ولكنها تتعامل بمبدأ لكل حادث حديث، وأرجع فشل المراهنة على إزاحة القذافي لطبيعة النظام الليبي “الفريد” من نوعه والمتميز بالولاء العشائري، حيث مايزال القذافي يتمتع بولاء قبيلة “ورفلة” التي تمثل 25 بالمائة من الليبيين، وماتزال القبائل في ليبيا تشكل الرقم الصعب في المعادلة، ومن الصعب تجاوزها لإحداث التغيير، كما أن المجلس الانتقالي الذي يضم مختلف التيارات يفتقد للتيار الديمقراطي ويضم بالمقابل متطرفين في تشكيلته، وهو ما يجعل المجتمع الليبي مهدد بالانقسام في ظل غياب مؤسسة قوية قد تأخذ بزمام الأمور كالجيش مثلا، حسب تعبير المتحدث.