في بداية الخمسينيات تم اكتشاف حركة "لوص" بسبب عركة نشبت بين مناضلي المنظمة السرية شبه العسكرية.. ووقع الحادث في مدينة تبسة وأدى إلى تفطن الاستعمار إلى هذا التنظيم وتم سجن العديد من المناضلين.. وتبرأ مصالي وجماعته من انتماء هذا التنظيم لحزبه حركة انتصار الحريات الديمقراطية! واليوم تقع في مدينة تبسة أيضا عركة بين المناضلين التصحيحيين والفاسدين في الأفالان! ولا شك أن مصالي هذا الزمان بلخادم سيتبرأ من نسبة أي جهة من المتعاركين إلى حزبه! لكن الشرطة ستعمل عملها وتعرف بالتدقيق لماذا يتعارك الأفالانيون بالهراوات والعصي والحجارة والقضبان وحتى الكلاب المدربة؟! حزب يدعي امتلاكه للأغلبية في البرلمان والحكومة والرئاسة ولا يستطيع حل مشاكله الداخلية بالطرق السياسية والنضالية السلمية.. ويلجأ للعنف.. كيف نأمل منه أن يقود الحكم بدون عنف ضد الآخرين وهو يمارس العنف ضد نفسه؟! من ليس بإمكانه تسيير حزبه كيف يمكن أن نطمئن إليه في تسيير شؤون دولة بأكملها؟! لقد سمعت زعيم هذا الحزب يقول بكل ثقة في نفسه: إن عراك الأفالانيين علامة صحية؟! فهل هذا العراك كان من أجل التسابق على خدمة المصلحة العامة؟! أم كان العراك من أجل احتلال مواقع في الحزب تؤهل أصحابها إلى المنافع المصاحبة لهذه المناصب؟! لماذا لم يقل لنا الأفالانيون لماذا لم يتعارك الأفالانيون في عهد مهري عندما خرجت الأفالان من دائرة السلم السلطوي للمنافع؟! ولماذا يتقاتل هؤلاء اليوم؟ الجواب واضح.. هؤلاء ليسوا مناضلين إنهم انتفاعيون من النضال في الأفالان.. لأن النضال في أساسه ظاهرة مناهضة للعنف مع الآخرين فما بالك بالعنف مع المناضل؟! لقد أصبحت الأفالان تجمعا للبلطجية وقطاع الطرق السياسية والانتفاعيين والانتهازيين والرداءة السياسية والمهنية! وكل مناضل في هذا الحزب من هؤلاء الذين يستخدمون العنف في حل مشاكلهم له ملف عند السلطة لا ينهض به "الداب المصري"! وعندما تكون السلطة في الجزائر بين أيدي أحزاب من هذا النوع فلا تتعجبوا من بقاء الإرهاب 20 سنة في البلاد! لأن العنف في هذه الحالة يصبح بالنسبة للحكم مثل الملح للطعام؟! والمصيبة أن هذا الحزب وأمثاله هو الذي سيقود الإصلاحات السياسية في البلاد!