أوضح المحلل الاقتصادي، بشير مصيطفى، أن الأزمة التي تهدد الولاياتالمتحدةالأمريكية بعجزها عن سداد ديونها إذا لم يوافق الكونغرس على رفع السقف القانوني للمديونية في البلاد سيؤثر سلبا على الدول التي تملك احتياطيا بالدولار في البنوك الأمريكيةكالجزائر، حيث سيؤثر على مداخيل الخزينة نتيجة انخفاض قيمة الدولار إذا لم تحل هذه الأزمة وشدّد مصيطفى على أن تستعد الجزائر لمواجهة هذه الأزمة التي تحدق بها نتيجة انخفاض قيمة الدولار، ويكمن تفادي ذلك - حسبه - في تحويل احتياطاتها من الدولار إلى عملات أخرى والأحسن إلى "الأورو" أو "اليوان" الصيني الأكثر استقرارا. وأشار الخبير - في حوار أجراه مع موقع الإذاعة الوطنية - إلى أن الدين الأمريكي الآن يوجد في السقف المسموح به في إطار القوانين الأمريكية فيما يتعلق بالسوق النقدية الأمريكية، حيث بلغ مستوى 75 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي الخام أي في حدود 19 ألف مليار دولار. فالولاياتالمتحدة الآن ليس لها الحق في أن تقترض من جديد من أسواق المال ولا حتى من الصناديق السيادية إلا بموافقة من الكونغرس، والجدل الدائر بين أوباما والكونغرس فيما يتعلق بالسماح برفع السقف من 75 بالائة إلى حدود 80 بالمئة من الناتج المحلي الخام، في وقت يقدّر فيه العجز الأمريكي 2.2 تريليون دولار، وهو المبلغ الذي يحتاجه أوباما لتسيير الدولة. كما أوضح الخبير أنه في حال ما إذا انخفض سعر الدولار سوف يكون له تأثير على الجزائر بحكم أن مبيعاتها بالدولار في حدود 60 بالمئة و 40 بالمئة هي بالأورو، وبالتالي سيكون الدخل أضعف بالقيمة الحقيقية؛ مشيرا إلى أن سعر الفائدة على الاحتياطي الجزائري الموجود في سندات الخزينة الأمريكية سيكون أقل من سعر الفائدة في السوق، لأنه إذا ارتفعت أسعار الفائدة سترتفع الديون الجديدة، بينما الاحتياطي الجزائري الذي هو حوالي 43 مليار دولار على شكل سندات خزينة، سوف يكون سعر قديم وهو أقل من السعر الجديد ما يعني أن هناك خسارة بالنسبة للخزينة الجزائرية تقدّر بالفرق بين سعر الفائدة الجديد وسعر الفائدة القديم. وأكد مصيطفى أنه على الدول التي تملك احتياطيا بالدولار في البنوك الأمريكية أن تقوم سريعا بتحويل احتياطاتها بالدولار إلى عملات أخرى إما إلى الأورو أو "اليوان" الصيني اللذين يعدان أفضل استقرار، أو تحويله إلى الذهب الذي يشهد ارتفاعا، حيث يقدّر حاليا 1500 دولار للأونصة، وهو رقم لم يبلغه من قبل، متوقعا أن يصل إلى 1600 دولار للأونصة، فهذا الارتفاع في سعر الذهب مهم بالنسبة للجزائر وبقية الدول التي لها احتياطي كبير من الدولار ومن الخطإ أن لا تحوّل هذه الدول الدولار الذي تملكه إلى الذهب أو الأورو.