كانت السهرة الثامنة من سهرات ليالي مهرجان "جميلة" العربي، الذي يختتم فعالياته سهرة الليلة بالركح الأثري كراكلا، بمدينة سطيف، متميزة وتستحق أن يكون هذا المهرجان من أفضل المهرجانات العربية، حيث كان الجميع في الموعد بدءا من الجمهور والعائلات السطايفية، مرورا بالفنانين الذين تركوا انطباعا جيدا لدى زوار الكويكول بداية السهرة كانت مع عملاق الطرب العربي، الفنان والملحن الكبير، ملحم بركات، الذي أطرب الجميع، بباقة متنوعة من أغانيه التي ميزت مسيرته الفنية، فمن أغنية "جار القمر"، "تعالى ننسى"، "شفتك حبيبي"، مرورا بأغنية"على بابي واقف قمرين"، وغيرها بالأغاني الناجحة التي ميزت مسيرة هذا الفنان الكبير. وصلة ملحم الفنية وجدت تجاوبا منقطع النظير من قبل الشباب الذين ظلوا هادئين طوال السهرة، خاصة وأن العائلات التي كانت حاضرة بقوة في هذه الليلة جاءت من أجل الاستمتاع بروائع ملحم بركات، ولم يتركوا للشباب الطائش فرصة إفساد هذا اللقاء الحميمي الذي عبّر من خلاله الجمهور الجزائري عن ذوقه الرفيع في الاستماع إلى الطرب الأصيل، وأنه طالما انتظر هذا الفنان الذي نزل إلى الجزائر لأول مرّة ليشارك عشّاقه في الاحتفاء بليالي مهرجان "جميلة" العربي في طبعته السابعة. بدوره، عبّر بركات عن إعجابه الشديد بهذا الجمهور، وهو ما حمّسه على الركح، فغنى ورقص وأطلق العنان لحنجرته الذهبية كي تصدح من على ركح الكويكول لمدة تجاوزت الساعة والنصف، ولم يغادر الركح إلا على وقع التصفيقات والزغاريد التي أطلقتها نساء الجزائر، وهو يتغنى بهذا الوطن الجميل، وبمدينة جميلة التي كانت جميلة بشكل ملفت للانتباه هذه المرّة، وبعد تكريمه من قبل محافظة المهرجان، ووالي ولاية سطيف، بدرع المهرجان، وباقة ورد وقف الجميع لتحية هذا الفنان الكبير، وهي المبادرة التي ثمّنها بركات قبل مغادرته الركح، وهو يبادلهم التحايا والورود. وبعد هذه الجولة الفنية مع الطرب الأصيل نزل إلى ركح الكويكول، الفنان القبائلي بن أحمد، الذي ألهب حماسة الجمهور خاصة من فئة الشباب الذين ظلوا مخدرين بما قدمه ملحم بركات، حتى بعد مغادرته للركح، لتصدح بعده الفنانة المتألقة الشابة سهام التي أمتعت الحضور بباقة متنوعة من أغانيها العاطفية، فغنت لهم وغنوا معها أغنية "يا عمري"، "تمنيت الموت"، وغيرها من الأغاني العاطفية الأخرى. مفاجأة السهرة كانت مع نزول نجم جيل الشباب، كادير الجابوني، إلى الركح في ثاني ظهور له هذه السنة، حيث قدم لعشّاقه ومحبيه، باقة متنوعة من أغانيه التي تصنع الحدث في سوق الفن بالجزائر، على غرار أغنية "بلا بيك"، "لابريقاد والسونترال"، حيث استمتع الجمهور معه بوصلته الفنية التي أبى فيها كادير إلا أن ينزل إلى المدرجات ويغني رفقة محبيه عدد من أغانيه الشهيرة التي يحفظها الجميع عن ظهر القلب. ويأتي هذا الحفل عقب الخلاف الذي حدث بين أحد تقنيي الديوان الوطني للثقافة والإعلام ورجال الأمن الذين صعّدوا من حجم المشكلة، وأنهوا الحفل قبل انتهاء وصلة الجابوني، منذ أيام. وقد عرفت السهرة تكريم خاص للمرحوم حسني، الذي أبى الشاب رضوان إلا أن يكرمه في هذا المهرجان من خلال تقديمه لأغنية "ما تبكيش"، ردّدها معه الحضور طويلاً، كما قدم رضوان في وصلته الفنية باقة متنوعة من أغانيه الشهيرة على غرار أغنية"أنت حبة نوميريك".