في مواجهة “فريدة من نوعها” بين المعارضة الليبية والعقيد معمر القذافي، عرضت قيادة المجلس الانتقالي مكافأة مغرية قيمتها 1.6 مليون دولار لمن يلقي القبض على القذافي أو يقتله، مؤكدة أن المجلس الوطني الانتقالي سيعفو عن أي فرد من المقربين من دائرة القذافي يسلم القذافي حيا أو ميتا قوات خاصة بريطانية وأردنية وقطرية في طرابلس قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي، في مؤتمر صحفي عقده أمس في بنغازي، إن رجال أعمال من مدينة بنغازي رصدوا مكافأة قدرها مليونا دينار ليبي أي ما يعادل 1.6 مليون دولار لمن يمسك بالقذافي ويسلمه إلى المعارضة. وقال مسؤول في المعارضة الليبية لوكالة “رويترز” للأنباء إن القذافي ما يزال موجودا في مكان ما من طرابلس وإن هناك اشتباكات تدور في منطقة جنوبية من العاصمة يعتقد أنها تؤوي القذافي. وقال المسؤول الذي ذكر أن اسمه عبد الرحمن لرويترز: “نعتقد أن القذافي ما زال يختبئ في مكان ما بطرابلس. من المرجح أن يكون في منطقة الهضبة الخضراء، حيث يدور قتال في منطقة الهضبة الخضراء”. هذا وتجاهل المجلس الانتقالي الليبي الحديث عن مصير سيف الإسلام وأخيه خميس الذي تقول التقارير إنه يقود سلاح مقاومة القذافي، ومن المستبعد أن ينشق عن القذافي، كما أن عبد الله السنوسي مدير مخابرات القذافي والمتابع دوليا في عدة قضايا ولا يمكن للمجلس الانتقالي الليبي القيام بأي خطوة باتجاه تبرئته من التهم. ميدانيا قالت شبكة “سي أن أن”، أمس، إن قوات خاصة بريطانية وأردنية وقطرية تنفذ عمليات برية في شوارع العاصمة الليبية طرابلس ولم تحدد الشبكة طبيعة العمليات العسكرية التي تقوم بها تلك القوات البرية. من جهته حذر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي مايك روجرز من احتمال وقوع فراغ أمني ومخاطر كبيرة مع انهيار نظام القذافي، وقال روجرز: “حتى بعد خروج القذافي من السلطة علينا أن نتدخل ونقود لضمان حماية مصالح الأمن القومي الأمريكي”. وأعرب عن تخوفه من سقوط مستودعات الأسلحة والمتفجرات في ليبيا في “أيدي غير مضمونة”. وذكرت وكالة أخبار موسكو، أنه على الصعيد الميداني ذكرت مصادر إعلامية أن المعارضة المسلحة اشتبكت مع قافلة تابعة لكتائب القذافي قادمة من مدينة سرت، مما أسفر عن مقتل العشرات من الكتائب. تجدر الإشارة إلى أن منظمة منع الأسلحة الكيماوية أعلنت في فيفري الماضي أن ليبيا تحتفظ بما يقرب من 9.5 طن من غاز الخردل في أحد المواقع السرية بالصحراء وتحت حراسة الجيش التابع للقذافي. القذافي صوت بلا صورة ما الذي يريده القذافي والذي يمكن له أن يقوم به في ليبيا أمام احتدام المعارك في طرابلس، وارتفاع حجم الضغط الدولي ضده؟ تلك الحقيقة ترعب الليبيين، في وقت يترقب فيه العالم نهاية القذافي “صاحب الحظوظ الأضعف في البقاء” وأصبح ظهور القذافي قليلا لدرجة البهتان ليس فقط بالنسبة إلى عدد خرجاته الإعلامية التي كانت تشكل لعقود جزءا أساسيا من حكمه في ليبيا، بل أيضا لنوعية الصوت، كما يمكن ملاحظة ذلك من خلال آخر تسجيل صوتي له بثته على محطة إذاعة طرابلس المحلية، في محاولة “يائسة” لعكس سيطرته على ليبيا، مشيرا في كلمته إلى إن انسحابه من مقره في مجمع باب العزيزية كان “تحركا تكتيكيا” بعد أن تحول المجمع إلى “طوب وحجارة”، وإذا كانت حظوظ القذافي لا تزال مستمرة في إرسال المزيد من التسجيلات الصوتية، إلا أن إجماعا يرصده المحللين على إن العالم لن يشهد ظهور القذافي صورة متحركة بعد الآن إلا وهو قتيل أو أسير بعد أن تم الإعلان عن مكافأة إلقاء القبض عليه، رغم أنه القذافي تعهد بالقتال حتى الموت أو النصر وذلك بعدما أجبره المعارضون على ترك معقله في العاصمة طرابلس في ضربة بدت حاسمة لانهاء حكمه الممتد منذ 42 عاما. ^ ع. م