الجزائر تتحفّظ على استقبال من تلقّبها المعارضة ب”شانقة الرجال” علمت “الفجر”، من مصادر مطلعة، أن الليبية هدى بن عامر، رئيسة البرلمان العربي، والداعمة للقذافي، تتواجد منذ مساء أمس، على الحدود الجزائرية الليبية؛ حيث طلبت اللجوء إلى الجزائر هروبا من ملاحقات قوات المجلس الانتقالي الليبي، وهو ما تحفظت عنه السلطات الجزائرية، ما جعل هذه الأخيرة تدخل في اتصالات مع رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري وعدد من البرلمانين الجزائريين على أمل التوسطّ لقبولها في الجزائر. قالت نفس المصادر أن هدى بن عامر، الملقبة من طرف المعارضين لنظام العقيد، ب”شانقة الرجال”، فرت من ملاحقات القوات المسلحة للمجلس الانتقالي الليبي، المدعوم بقوات الناتو إلى نقاط متقدمة من الحدود الليبية الجزائرية، مساء أمس، حيث طلبت هدى بن عامر، التي تمثل واحدة من أهم أركان نظام العقيد امعمر القذافي، اللجوء إلى الجزائر، وهو الطلب الذي تحفظت عنه السلطات الجزائرية إلى غاية كتابة هذه الأسطر، حسب ما أفادت به مصادر “الفجر”. وذلك مواصلة لقرار رفض استقبال رموز نظام امعمر القذافي منهم مسؤولون في مخابرات ليبيا وباقي مؤسساتها الأمنية، وهو القرار الذي اتخذ مباشرة بعد دخول وفد من عائلة القذافي لاعتبارات إنسانية. وقالت المصادر نفسها إن أمل هدى بن عامر لدخول التراب الجزائري لم ينقطع عند تحفظ السلطات الجزائرية ما جعلها تجري اتصالات مع الرجل الثالث في الدولة الجزائرية دستوريا عبد العزيز زياري، الذي تربطها به علاقة زمالة بحكم المناصب البرلمانية التي يتولاها كل من زياري وهدى بن عامر، طالبة منه التوسط لها لدى السلطات لاستقبالها ببلاده، ولم تكن اتصالاتها مع رئيس البرلمان فحسب؛ بل مع أسماء برلمانية أخرى تمثل الجزائر في منتدى البرلمان العربي. وبهذه المعطيات الجديدة، تكون الأخبار التي أعلنها المجلس الانتقالي الليبي بخصوص القبض على هدى بن عامر خالية من الصحة، وسط غياب أي صور تثبت ما ذهبوا إليه، في الوقت الذي أكّدت فيه مصادرنا وصول بن عامر إلى ذات المعبر الذي مرت منه عائلة القذافي قبل أسبوع. للإشارة بدأت شهرة هدى بن عامر السياسية مع عملية إعدام جماعي سنة 1984 أمام تلاميذ المدارس في ملعب كرة السلة في مسقط رأسها، حيث كانت أحد معارضي العقيد الليبي معمر القذافي، لتتولى فيما بعد رئاسة بلدية بن غازي معقل المجلس الانتقالي الليبي عهدتين متتاليتين وتم ترقيتها مؤخرا إلى مسؤولة المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه معمر القذافي، كما شغلت مناصب متنوعة، آخرها أمين اللجنة الشعبية العامة لجهاز التفتيش والرقابة الشعبية، واعتاد القذافي استخدامها لتخويف وزرائه وكبار موظفيه، كما كانت هذه الأخيرة هدفا لثوار المجلس الانتقالي الليبي في العديد من المرات حيث أحرق منزلها في بداية الأزمة الليبية.