“جنود القذافي تركوا مواقعهم لأنهم لم يتلقوا تكوينا في استخدام الأسلحة الثقيلة” أكد أحد القياديين العسكريين السابقين في نظام العقيد الليبي معمر القذافي، أن سيطرة المعارضة الليبية على العاصمة طرابلس جاءت بعد عجز قوات القذافي عن استخدام الأسلحة الثقيلة نظرا لأن معظم القوات لم تتلق تدريبا كافيا بخصوص كيفية استخدام الأسلحة. أوضح القيادي، الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، أنه تمكن من الهرب من ليبيا نحو تونس ليلة سقوط طرابلس على يد قوات المجلس الانتقالي الليبي، مشيرا إلى أن معظم جنود القوات الليبية السابقة لم يتلقوا تكوينا عسكريا كافيا يمكنهم من صد الهجوم الذي شنته قوات المعارضة ليلة الحسم. وقال في اتصال مع “الفجر” إن سياسة القذافي في تكوين الجيوش كانت تعتمد على عدم منح فرصة التكوين على استخدام الأسلحة إلا لأشخاص معينين يتم اختيارهم وفق شروط معينة. وأكد اللواء المنشق عن القذافي بعد فترة 20 سنة قال إنه قضاها في الخدمة العسكرية الليبية، أن القذافي عمد إلى إضعاف الجيش الليبي خوفا من محاولات الانقلاب عليه، وهو ما دفعه إلى حصر تقنيات استخدام الأسلحة لدى فئة معينة. وقال القيادي العسكري إنهم تلقوا تعليمات ليلة الحسم بتوجيه الأسلحة وصواريخ كراد باتجاه أحياء مدينة طرابلس في حال ما اقتحمتها المعارضة، إلا أنه وحسب تصريحات القيادي الهارب مع مجموعة من الموالين السابقين للقذافي، فإن تلك الدعوة لم تلق صدى لدى الخبراء العسكريين الذين تركوا مواقعهم ليلة الحسم لتجنيب طرابلس مذبحة، على حد قول القيادي، وهو ما سهل من مهمة المعارضة في السيطرة على القواعد العسكرية دون مقاومة بعدما وجد الجنود البسطاء أنفسهم أمام تجهيزات عسكرية ثقيلة لا يحسنون استخدامها. وأوضح القيادي السابق في نظام القذافي أن خبرته بالجيش الليبي تدفعه للتأكيد على أن الأسلحة وعدد الموالين للقذافي المرابطين في مدينة بني وليد تحديدا يزيد على ألفي مقاتل يقاومون مع القذافي وهم مسلحون بأسلحة خفيفة وصواريخ محمولة ومدفعية، وهم عبارة عن كتيبة احتياطية نظمها سيف الإسلام بالتنسيق مع أخيه خميس قبل أن يقتل، مشيرا إلى أن تلك الكتيبة لم تشارك أبدا في جميع المعارك طيلة ال7 أشهر الأولى للحرب وهي جزء من خطة دفاعية أعدها سيف الإسلام، نجل القذافي، للمقاومة من داخل بني وليد في حال سقوط العاصمة. واعتبر المسؤول الليبي السابق مهمة السيطرة على بلدة بني وليد صعبة للغاية من دون تفاوض، مشيرا إلى الطبيعة القبلية التي ستحسم الأمر في النهاية وليس المقاومة المسلحة، مستبعدا أن يستسلم القذافي بسهولة رغم أنه أكثر الناس إدراكا بأنه خسر المعركة. في هذا السياق قال القيادي: “إذا أراد المجلس الانتقالي الليبي السيطرة على بني وليد لا حل أمامه الآن سوى التفاوض لأن سقوط هذه المدينة لن يكون سهلا دون حمام دم”. .. وقيادي آخر يؤكد: لا أعلم بتورط الجزائر في دعم القذافي أكد قائد حرس القذافي في ترهونة، اللواء جمعة المعرفي، في حوار تلفزيوني بث أمس، أنه ليس لديه أي معلومات مؤكدة حول تورط الجزائر في دعم نظام القذافي سواء بالمرتزقة أو السلاح، موضحا أنه لم تصله أي معلومة حول هذا الشأن. وأضاف المعرفي أن القذافي كانت تربطه علاقات وطيدة بدول الجنوب، ويمكن أنه قد تعامل معها باسم اتفاقية السلام والأمن، نافيا مجددا إمكانية دخول المرتزقة من الجزائر. وناشد قائد الحرس، المسؤولين الحاليين بليبيا وعلى رأسهم رئيس المجلس الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، ورئيس المجلس العسكري بطرابلس، عبد الحكيم بلحاج، بالابتعاد عن سياسة الحقد والانتقام والذبح التي كان ينتهجها النظام السابق، داعيا إياهم للعمل بالحفاظ على مكتسبات ليبيا وشعبها. يشار إلى أن اللواء جمعة المعرفي كان قائدا مقربا من العقيد معمر القذافي الفار، وتولى قيادة حراس القذافي في ترهونة، الواقعة على بعد 88 كلم جنوب شرق العاصمة طرابلس، وفر من ليبيا نحو أوروبا مرورا بتونس، حيث أكد أن الجيش والحرس التونسي استقبلوه بشكل مشرف وساعدوه على الخروج باتجاه أوروبا.