شنت قوات حلف شمال الاطلسى "الناتو" أمس الأحد قصفا مركزا على مقر إقامة الزعيم الليبي معمر القذافى في باب العزيزية بجنوبطرابلس وسط تضارب الأنباء حول الوضع في العاصمة الليبية بعد سيطرة المتمردين على عدة جيوب بها. وذكرت تقارير إعلامية إن قوات "الناتو" قصفت كذلك مواقع للقوات التابعة للقذافي في مطار "معيتيقة " في العاصمة الليبية. ويأتي هذا القصف في القوات الذي تتحدث فيه مصادر اعلامية عن تسلل عناصر متمردة من مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) عبر البحر إلى العاصمة الليبية واشتباكها مع القوات التابعة للقذافي. وذكرت وكالات الأنباء أن المتمردين سيطروا بعد ظهر أمس الأحد على ثكنة غرب العاصمة طرابلس على طريق الزاوية واستولوا على أسلحة وذخائر. كما نقلت وسائل إعلام عن المتمردين قولهم انه تم اعتقال مبعوث العقيد معمر القذافي إلى أفريقيا مختار علي القناص والعقيد الخيتوني أحد أكبر ضباط قاعدة "معيتيقة" و 8 من مرافقيه إضافة إلى مهدي العربي المسؤول العسكري في مدينة الزاوية دون توضيح ملابسات عملية الاعتقال. وتمت الاشارة ايضا الى سيطرة المتمردين على معبر "رأس اجدير" على الحدود التونسية و مدينة "زوارة ". واتهم المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم حلف شمال الاطلسى بدعم المتمردين جوا وبالسلاح والمعلومات والدعم اللوجستى محملا بلدان الحلف المسؤولية عن اراقة الدماء فى ليبيا مؤكدا ان الالاف من الجنود والمتطوعين يدافعون عن العاصمة الليبية . وقال موسى انه "يجرى اعدام الناس فى الشوارع فى الزاوية وغريان وجنزور" موضحا انه "لم يعد يهم الاطلسى سوى اسقاط الحكومة الليبية " مضيفا ان التحالف الغربى "كثف حملة لا اخلاقية ضد شعبنا". وشهدت طرابلس ليلة السبت الى الأحد دوي عدة انفجارات وإطلاقا كثيفا للناروسط أنباء عن سيطرة المتمردين على بعض أحياء المدينة . وكان العقيد معمر القذافي دعا في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي أنصاره "للزحف بالملايين" لإنهاء ما وصفه ب "مهزلة" النزاع الذي يدمر ليبيا منذ فيفري الماضي قائلا "عليكم أن تزحفوا بالملايين لتحرير المدن المدمرة" التي يسيطر عليها المتمردون. كما أكد سيف الإسلام القذافي نجل العقيد معمر القدافى اول أمس السبت أن نظام طرابلس "لن يسلم ولن يرفع الراية البيضاء" داعيا في الوقت نفسه المتمردين إلى الحوار. ودعا بدوره رئيس الحكومة الليبية البغدادي الحمودي في اتصال هاتفي امس الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى الى الى وساطة من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي لبحث التوصل الى حل بين الليبيين دون تدخل اجنبي. غير ان المتمردين والدول الداعمة لهم يرفضون اي مفاوضات مع النظام في ليبيا وقال احمد جبريل المتحدث بلسان المتمردين الليبيين صرح اليوم الاحد ان عملية جارية منذ مساء امس فى طرابلس بمشاركة قوات حلف شمال الاطلسى بهدف "عزل العقيد معمر القذافى حتى يستسلم او يرحل" . وحسب جبريل فأن "العملية ستستمر عدة أيام لحين إحكام الحصار على القذافي" قائلا "نتوقع إما أن يستسلم أو أن يفر من المدينة" بحثا عن ملاذ في الخارج أو في مدينة أخرى بالبلاد وأنه "في حالة أبدى رغبته في الرحيل عن ليبيا سنتجاوب مع هذا الطرح وسنقبله". ووفقا لتقارير اعلامية من العاصمة الليبية نقلا عن مصادر محلية فإن "مواجهات" تدور منذ مساء امس بالخصوص في أحياء سوق الجمعة والعراضة وتاجوراء شرق العاصمة. وحسب المتمردين فقد اسفرت هذه المواجهات عن مقتل 30 عنصرا من القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافى وأسر أكثر من 40 في حين قدر مصدر من المعارضة عدد قتلى المتمردين ب100 قتيل منذ بداية الهجوم على طرابلس . واضافت نفس المصادر ان قوات المتمردين تمكنت من "السيطرة "على مبني إدارة شركة (ليبيانا) للهاتف المحمول ولايفصلها سوى شارع واحد عن الإذاعة في طرابلس غير انها اكد ت إن هذه القوات "شبه محاصرة" الآن من قبل القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي مؤكدة استمرار سماع أصوات تبادل إطلاق النار من أسلحة أتوماتيكية ناجمة عن اشتباكات متقطعة بين الجانبين. وكان المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم اكد حدوث "مواجهات صغيرة" مع "بعض المسلحين الذين دخلوا من هنا وهناك" في أحياء مثل تاجوراء وسوق الجمعة. ومن جهته قال رئيس المجلس الانتقالى فى ليبيا مصطفى عبد الجليل أن المتمردين تمكنوا من الدخول للعاصمة الليبية طرابلس وسيطروا على بعض أحياءها "سيطرة تامة". واشار في تصريح لقناة تلفزيون "العربية" ان هناك خطة محكمة للسيطرة علي طرابلس تم إعدادها باتفاق مشترك مع قوات حلف شمال الأطلسى "الناتو" موضحا أن ساعة الصفر لتنفيذ هذه الخطة قد بدأت منذ مساء أول أمس . و أوضح مصطفى عبد الجليل أن المدد سيصل من ثلاث جبهات اليوم إلى متمردي طرابلس لمساعدتهم على "تحريرها". ولم يستبعد في تصريحه ان تكون الحرب في طرابلس محرقة لهذه المدينة نهائيا تقضي على المؤسسات والمنشآت الحيوية مشيرا إلى أن هناك مخاوف من استخدام كتائب القذافى من أسلحة محظورة ضد المتمردين. وكانت تقارير اعلامية قد نسبت لمتمردين انهم سيطروا اليوم على غابة استراتيجية تقع على بعد 24 كلم غرب العاصمة طرابلس بعد معارك دامية مع قوات العقيد معمر القذافي التي لاتزال متمركزة عند أطراف الغابة. واعتبر البيت الابيض ان ايام العقيد الليبى معمر القذافى فى السلطة باتت "معدودة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست ان الولاياتالمتحدة على اتصال مستمر بحلفائنا وشركائنا والمجلس الانتقالى في ليبيا. وامام استمرار تدهور الوضع الامني في طرابلس بسبب المواجهات المتواصلة يعاني الرعايا الاجانب صعوبة في اجلائهم . وصرحت متحدثة باسم وزارة الخارجية البولونية ان سفينة مالطية التى كان يفترض ان تقوم باجلاء الرعايا الاجانب عن ليبيا لم تتمكن من الدخول الى مرفأ طرابلس صباح اليوم وعادت ادراجها بعد ان تعرضت للنيران. وافادت تقارير اخبارية بان المتمردين الليبيين دخلوا منزل عائشة نجلة العقيد معمر القذافي في حي "بن عاشور" وسط العاصمة طرابلس. وقالت التقارير الواردة من طرابلس اليوم ان المتمردين "تمكنوا من تحرير معظم مناطق العاصمة الليبية طرابلس بعد اشتباكات عنيفة مع كتائب القذافي التي انسحبت إلى "باب العزيزية". وكان المتمردون قد أعلنوا في وقت سابق اليوم أنهم حرروا آلاف السجناء السياسيين من سجن "الجديدة" في العاصمة طرابلس مؤكدين هروب كل من عبد الله السنوسي مدير المخابرات في نظام القذافي إلى جنوب البلاد, ومحمد حويج وزير المالية إلى الجبل الغربي. و ذكرت مصادر اعلامية أن المتمردين يواصلون عملياتهم للسيطرة على العاصمة الليبية مشيرا إلى أن نهاية القذافى "تبدو وشيكة وهى مسألة ساعات". و جاءت هذه التطورات بعد كلمة صوتية ألقاها القذافي حول المستجدات الجارية فى طرابلس اذاعها التلفزيون الليبى الرسميدعا فيها جميع القبائل لخوض" معركة حاسمة" في طرابلس ضد المتمردين و أمر بفتح مخازن السلاح لتسليح جميع المواطنين.