اهتم الإسلام بالتربية الصالحة للأبناء، وإعدادهم الإعداد المناسب بحيث يصبحون نافعين لدينهم ومجتمعهم. ويعتبر دور الأم في هذا المجال دورًا مؤثرًا وخطيرًا؛ لأنها تلازم طفلها منذ الولادة إلى أن يشب ويترعرع ويصبح رجلا يعتمد على نفسه، وهذه المسؤولية كبيرة وشاقة على الأم، ولكنها قادرة عليها بما وهبها الله من عزيمة وصبر وحنان على أبنائها. وقد دعا القرآن الكريم إلى العناية بالأبناء، فقال تعالى: (يُوصيكُمُ اللهُ في أولادِكُمْ) [النساء: 11]، وقال: (يَا أيُّهَا الّذِين آمَنُوا قُوا أَنفسَكُمْ وأَهْليكُمْ نارًا وقُودُهَا النَّاسُ والحِجَارَةُ) [التحريم: 6]، وقال: (وَأْمُرْ أَمُر أَهْلَكَ بالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْهَا) [طه:132]، كما أكد الرسول (على أهمية تأديب الطفل وتربيته (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرّقوا بينهم في المضاجع) [أبو داود]. وقد قصّ القرآن الكريم الكثير من صور التأديب والاهتمام بالولد مثل وصية لقمان لابنه. وعلى الأم أن تعمل على تربية طفلها إيمانيَّا واجتماعيَّا، وأن تعمل على تأديبه بآداب الإسلام. التربية الإيمانية: بما يعني تقوية علاقة الطفل بربه، وبحيث يملأ الإيمان قلبه. ومما يساعد على ذلك: استحباب التأذين في أذن المولود اليمنى، والإقامة فى أذنه اليسرى حتى تكون كلمة التوحيد، وشعار الدخول فى الإسلام أول ما يقرع سمع الطفل، وأول ما ينطلق بها لسانه. - على الأم أن تردد على مسامعه دائمًا كلمات الله، وتسمعه آيات من القرآن الكريم، فالطفل وإن كان لا يعقل ما يسمعه إلا أنه يشعر بالاطمئنان والسكينة. - على الأم أن تساعد طفلها على التفرقة بين الحلال والحرام، حتى ينشأ على الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه. - تشجعه على الصلاة وتحفزه على أدائها. - كذلك عليها أن تشجعه على حفظ القرآن الكريم وتلاوته؛ حتى يتقوم لسانه، وتسمو روحه، ويخشع قلبه، ويرسخ في نفسه الإيمان واليقين. - تبذر في قلبه بذور الحب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته -رضوان الله عليهم-. - تفهمه أن الله خالق هذا الكون وصانعه، وأن عليه أن يطيعه ويشكره. - إذا وصل الطفل إلى سن السابعة فعليها أن تأمره بالصلاة.. روى عن رسول الله (أنه قال: (مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين) [أبو داود].