أمر ديننا الحنيف أن نحسن تربية الأولاد منذ الصغر واعتبرها مسؤولية عظيمة أمام الله سبحانه وتعالى. ومن الآيات القرآنية التي أكدت هذا المعنى قوله تعالى: »يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون« (التحريم آي ة 6)، وقوله (صلى الله عليه و سلم): »كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته«. ويعتبر الإسلام تربية الأبناء واجبا مشتركا بين المنزل والمدرسة والمجتمع الذي يعيشون فيه، إلا أن العبءَ الأكبر يقع على الوالدين وخصوصا الأم لأنها هي المدرسة الأولى للطفل، وعلى قدر ما يتلقَّاه الطفل في المنزل من توجيه يتوقف إلى حد كبير تكوينه وإعداده للحياة وبخاصة في أداء رسالته. وقد أرشد الشرع الآباء إلى قواعد عامة لتربية الأبناء دينيا وجسمانيا وخلقيا واجتماعيا تربية قويمة تجعلهم متى اتبعوها يحبون الحياة الطيبة، حيث أمرهم أن يُعوّدوهم على أداء العبادات منذ الصغر.. وفي هذا قول المصطفى (صلى الله عليه و سلم): »علِّموا أولادكم الصلاة في سن السابعة، واضربوهم على تركها وهم في سن العاشرة وفرقوا بينهم في المضاجع«. كما أمرَهم أن يدربوا أولادهم منذ الصغر على الألعاب الرياضية التي تقوِّي الجسم، لأن العقل السليم في الجسم السليم، و أن يغرسوا في نفوسهم منذ الصغر مكارم الأخلاق كفضيلة الصدق والحياء والعفاف، و تعويدهم على الاستئذان عند الدخول في أوقات معينة بيّنها القرآن الكريم في قوله تعالى: »يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم« (سورة النور آية 58). إن خير ميراث يورثه الآباء للأبناء يتمثل في حسن التربية والإرشاد والتعليم، إضافة الى الإنفاق عليهم من الحلال، لأن المال الحرام وإن دام لا ينفع، والأهم في كل هذا أن يكون الآباء قدوة لأبنائهم في طهارة اليد، وعفة النفس، وتقوى القلوب، وفقا لما جاء عنه (صلى الله عليه و سلم): »ما نحل والد ولد من نحل أي ما أعطاه من عطية أفضل من أدب حسن«.