حذرت الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث بعنابة من وقوع كارثة صحية بالولاية، نتيجة الرمي العشوائي للنفايات الاستشفائية المقدرة ب 130 ألف طن سنويا من قبل العديد من المؤسسات الجوارية. وتشير الدراسات المعدة خلال الأشهر الأخيرة، إلى تسجيل كميات معتبرة من النفايات التي تصب مباشرة في المفارغ العمومية غير المراقبة وكأنها نفايات عادية.. يحدث ذلك في ظل صمت السلطات المعنية التي فشلت في احتواء الوضع الذي ينذر بكارثة صحية، خاصة أمام غياب عمليات الرقابة التي من شأنها وضع حد لهذه التجاوزات الخطيرة المهددة لصحة الإنسان والثروة الحيوانية والبيئة. وحسب ذات الجمعية التي كانت قد راسلت وزير الصحة في وقت سابق لمناقشة هذه القضية الخطيرة، فإن الولاية تحصي عشرات المؤسسات الصحية التي تفتقر في أغلبها للمرامد الخاصة بحرق النفايات الطبية والمواد الأخرى السامة، خاصة منها الإبر الناقلة للجراثيم، كما أن عمليات الحرق العشوائي لهذه النفايات تسبب في إصابة العديد من الأشخاص، خاصة القاطنين بالتجمعات السكانية الكبرى على غرار البركة الزرقاء، بالأمراض المزمنة إلي جانب الطفح الجلدي والحساسية، والفيروسات الأخرى. وقد حذرت الجمعية من إصابة عمال النظافة بالأمراض المعدية لعدم توعيتهم بخطورة الوضع. إلى جانب هذا أكدت مصلحة البيطرة بالولاية علي ضرورة محاربة الحيوانات الضالة التي تعيش من فضلات القمامات التي ترمى فيها مختلف أنواع النفايات منها الاستشفائية. وعلى صعيد آخر، يرى بعض المنتخبين المحليين بالولاية أن إدراج ملف معالجة النفايات الاستشفائية على طاولة الوالي مايزال بعيدا عن حيز التنفيذ بسبب غياب مختصين في المجال، إلى جانب تخصيص غلاف مالي ضعيف لقطاع البيئة التي بحاجة هي الأخرى إلى دراسة دقيقة لمعالجة كل القضايا المطروحة، ويأتي في الصدارة ملف النفايات الاستشفائية الذي يهدد آلاف السكان بالموت المفاجئ.