تشهد معظم مقابر ولاية وهران جملة من الانتهاكات الخطيرة لحرمة الموتى والمكان المفروض أن يكون محميا من مختلف التصرفات التي يندى لها الجبين، حيث أصبحت مقبرة حاسي بن عقبة على سبيل المثال لا الحصر مكانا لتواعد العشاق وشرب الخمور وممارسة مختلف أنواع الشذوذ وغيرها من المظاهر المشينة الأخرى التي لا يرضاها الضمير السوي للمسلم. طالبت عائلات وذوي الموتى التي تقيم زيارات للمواقع المذكورة من حين لآخر من السلطات المعنية وعلى رأسها البلديات بضرورة توفير الحماية والأمن اللازمين لمثل هذه الأماكن المقدسة التي لم يسلم الأموات فيها بدورهم من السلوكات الطائشة لبعض الشبان الذين ساهم نقص الوعي لديهم وانعدام الردع الكافي في تنامي الظاهرة المسيئة للمقدسات. وعلاوة على الظواهر المذكورة المنتشرة بالمقابر غير المسيجة الموجودة بكل من منطقة مسرغين وحاسي بونيف وبن عقبة، ناهيك عن مقبرة المسيحيين الموجودة ببوتليليس والحمري وغيرها، فقد اقتحمت عائلات منذ عدة سنوات فارطة عدة مقابر بالولاية وأقامت بيوتا قصديرية داخلها خصوصا بمنطقة حي الضاية التي أصبحت المقبرة الأمريكية، كما يحلو للسكان تسميتها، مأوى لعشرات العائلات فضلت أن تزاحم الموتى بأكواخها، مما فاقم من الوضع أكثر بفعل تعرض القبور لمختلف أنواع الانتهاكات كانتزاع الشواهد ونهب الرخام الثمين، ناهيك عن ظاهرة النبش التي يقوم بها عديد المشعوذين المستغلين للوضع للقيام بالعملية في الأوقات المتأخرة من النهار، أضف لذلك قطعان الماشية التي أصبح مالكوها القاطنون بذات التجمعات القصديرية المحاذية للمقابر يرعون بها داخل المقابر دون احترام قدسية الأمكنة. وفي هذا الإطار، تعاني مقبرة عين البيضاءبوهران من الظاهرة بشكل كبير مما تسبب في تخريب القبور بها خصوصا بالمناطق الواقعة جنوبا والمحاذية للمزارع، فيما تتفرج السلطات المحلية على الوضع دون وضع حد للانتهاكات الصارخة للمقابر خصوصا وأن مشروع إنشاء مؤسسة عمومية تتولى تنظيم هذه ألاماكن قد تأخر كثيرا وهو ما من شأنه أن يقضي على الانتهاكات في ظل تقاعس أغلب البلديات عن مهمة حماية الموتى.