أموال القذافي رفعته من العقيد إلى الزعيم كشفت مذيعة جزائرية عائدة من قناة "الرأي" أن العقيد الليبي، معمر القذافي، اشترى قناة "الرأي" السورية لمواجهة الحرب الإعلامية الفضائية لكبرى القنوات التلفزيونية وفي مقدمتهم قناتي "الجزيرة" و"العربية" مع شرط الاحتفاظ بالإدارة. أكدت مذيعة قناة "الرأي" السورية، العائدة للجزائر مؤخرا، أن أجورهم كانوا يتقاضونها في الفترة الأخيرة من النظام الليبي السابق بعد شراء العقيد الليبي، معمر القذافي لملكية القناة من العراقي مشعان الجبوري، والتي تتخذ من سوريا مقرا لفضائيته. وقالت محدثتنا إن الخط الإعلامي الذي تبناه البرلماني العراقي السابق مشعان الجبوري لفضائيته هو دعم المقاومة العراقية ضد تواجد القوات الأجنبية بالأراضي العراقية بعد سقوط نظام صدام حسين، قبل أن يتحول الصراع في ليبيا بين نظام العقيد القذافي وبين المجلس الانتقالي وحلف الناتو إلى الشغل الشاغل لتغطيات القناة إلى جانب دعم نظام الأسد ضد ما يعرف بالجماعات المسلحة. واستغرب المشاهدون على مدار أشهر إصرار القناة السورية على دعم النظام الليبي المطاح به، رغم الانتصارات الميدانية التي حققها الانتقالي الليبي ومن ورائه حلف الناتو، خاصة بعد اغتيال العقيد معمر القذافي واختفاء ابنه سيف الإسلام وسط تضارب الأنباء بشزن رغبته في تسليم نفسه لمحكمة الجنايات الدولية من عدمها. وانفردت قناة "الرأي" السورية دون الفضائيات الأخرى بالبث المشترك مع القنوات الرسمية الليبية قبل تدميرها، إلى جانب تصريحات العقيد الليبي، كما انفردت بتسجيلات صوتية مع ابنته عائشة القذافي بعد دخولها إلى الجزائر عشية عيد الفطر المبارك دعت فيها كتائب أبيها إلى المقاومة والاستبسال في الدفاع عن ليبيا ودحر قوات المجلس الانتقالي وحلف الناتو، كما طالبت زوجته صفية الأممالمتحدة بالتحقيق في مقتل زوجها وابنها المعتصم، غير أن أحدا لم يكن يعلم أن القناة ملكية للنظام الليبي السابق، أراد بها القذافي التصدي للحملات الإعلامية للقنوات الفضائية اتفقت أغلبها على إدانة الحكم الدكتاتوري وتنحي القذافي من الحكم وسارعت أغلبها إلى نقل ما اسمته جرائم ضد الإنسانية في حق الليبيين، والأهم أن العقيد القذافي كان يتخوف من سقوط طرابلس وتدمير الإعلام الرسمي ما يفرض البحث عن فضاء إعلامي ينقل صوته على الأقل ويبلغ رسائله إلى كتائبه والعالم. وكان الجبوري ينوي قبل إتمام الصفقة مع القذافي بيعها لثلاثة رجال أعمال احدهما تركي والآخران سوريان وينقل مقر القناة إلى تركيا، في وقت كان يؤكد فيه الجبوري لوكالات الأنباء أن القناة تدعم المقاومة ولا ترتبط بأي نظام "عندما نقوم ببث كلمات الزعيم معمر القذافي وولده سيف الإسلام لا يعني أننا نتبع لهم، نحن نقوم بعمل مهني وصحفي بحت"، وكان الجبورى يصر أن يلقب القذافي بالزعيم لا بالعقيد ولا يتسامح في الكثير من الأحيان مع صحفييه في السهو وإسقاط لقب الزعيم. كما أضافت ذات المتحدثة أن الشرط الأساسي لتوقيع العقد بين الجبوري والقذافي كان احتفاظ الإدارة العراقية بتسيير المحطة ولا يعلم من وضع الشرط هل العقيد القذافي، لتجنب لفت الانتباه وتكذيب ملكيته للقناة أم كان شرط الجبوري، لكن الفرضية الأولى الأقرب للترجيح، خاصة وأن السفارة الليبية بدمشق سارعت حينها إلى الحديث عن شراء القذافي للقناة وكذبها الجبوري "هؤلاء شلة من الجرذان والأقزام تخلوا عن بلادهم وركبوا الموجهة".