ترحيب غربي بتعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية احتشد آلاف السوريين في الساحات العامة بدمشق وعدد من المحافظات السورية، أمس، للتنديد بقرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا في الجامعة. وتظاهر السوريون أمام سفارتي السعودية وقطر احتجاجا على موقف البلدين مما يحدث في دمشق، في حين رفضت مصر أي تدخل أجنبي في سوريا مهما كانت الظروف. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن حشودا “ضخمة من المواطنين” توافدوا إلى “ساحتي السبع بحرات والأمويين في دمشق تنديدا ورفضا لقرار جامعة الدول العربية حول تعليق عضوية سورية فيها”. وأضافت أن “حشودا غفيرة من أبناء محافظة اللاذقية بدأت بالتوافد والتجمع أمام مبنى المحافظة انطلاقا من محاور متعددة، للتعبير عن احتجاجها ورفضها لقرار الجامعة بحق سوريا”. وتحدثت الوكالة السورية عن حشود مماثلة في محافظتي طرطوس وحمص. ونظمت تظاهرات موالية للنظام في العديد من مناطق سوريا، ولا سيما في دمشق أمام سفارتي قطر والسعودية، وبعض المدن شرقي وغربي سوريا، للتنديد بقرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية. وتجمع مئات المتظاهرين أمام سفارة قطر في دمشق، رافعين الأعلام السورية وصورا للرئيس بشار الأسد، وهم يرددون هتافات مؤيدة للرئيس السوري، واقتحم بعضهم سور السفارة وصعدوا إلى سطح المبنى ونزعوا علم قطر ورفعوا مكانه العلم السوري، في حين استخدمت قوات أمن السفارة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، كما أفاد مصور لوكالة فرانس برس. من جهتها، استنكرت الرياض “بشدة” اقتحام متظاهرين موالين للنظام السوري مبنى سفارتها في دمشق والعبث بمحتوياته، و”عدم قيام القوات السورية بالإجراءات الكفيلة لمنعهم”، محملة دمشق مسؤولية حماية رعاياها مصالحها في سوريا، كما أفاد مصدر رسمي. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أنه، مساء السبت، “قامت مجموعة من المتظاهرين بالتجمهر أمام مبنى سفارة المملكة العربية السعودية في دمشق ورشقها بالحجارة، ثم أعقبوا ذلك باقتحام المبنى، ولم تقم القوات السورية بالإجراءات الكفيلة لمنعهم”. وأكد المصدر أن حكومة المملكة و”إذ تستنكر بشدة هذا الحادث، فإنها تحمل السلطات السورية المسؤولية عن أمن وحماية كافة المصالح السعودية ومنسوبيها في سوريا بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية”. وفي السياق، أكد محمد كامل عمرو، وزير الخارجية المصري، على رفض مصر التام لأي تدخل أجنبي في الشأن السوري تحت أي مسمى من المسميات، مشددا على أن وحدة سورية تمثل أولوية مطلقة يجب الحفاظ عليها في كافة الظروف. وأشار عمرو، غداة قرار وزراء الخارجية العرب تعليق مشاركة وفود سورية في اجتماعات الجامعة العربية، إلى أن موقف مصر من الأزمة السورية كان ولازال يستند إلى المطالبة بوقف كافة مظاهر العنف وتوفير الحماية للمدنيين والخروج من الأزمة عبر الحوار بين كافة الأطراف، مؤكدا أن هذه هي ذاتها عناصر المبادرة العربية التي قبلتها الحكومة السورية. وفي المقابل، رحب زعماء غربيون بقرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا، وقال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في بيان عقب القرار: “بعد فشل نظام الأسد الصارخ في الحفاظ على التزاماته، أظهرت جامعة الدول العربية ريادة في جهودها لإنهاء الأزمة وتحميل الحكومة السورية المسؤولية”. من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن الإجراءات العربية تظهر “أن الوقت قد حان لزيادة الضغط على النظام السوري”. كما قالت منظمة العفو الدولية إن قرار الجامعة العربية هذا يجب أن يمهد الطريق لمجلس الأمن. وأضافت “الآن حان الوقت لمجلس الأمن الدولي لخطوة فعالة تستجيب لأزمة حقوق الإنسان في سوريا”.