ناقش اللقاء الذي جمع على مدار أربعة أيام في الملتقى الدولي حول الإمام محمد بن يلس بقصر الثقافة إمامة بتلمسان، مختصين من مختلف الدول العربية والأجنبية، سيرة الراحل وكذا إشكالية دور الزوايا في تقريب حوار الأديان. تناولت الندوات جملة من المواضيع الهامة المتعلقة بالشيخ ودوره في محاربة الاستعمار الفرنسي، بتقديم توضيحات عن جملة المفاهيم الخاطئة التي كانت تنسج حوله في شخصه، وهو ما عالجه هؤلاء بإبراز الدور الكبير الذي لعبته الزوايا وروادها من الأئمة والمشايخ والعلماء في إبراز مبادئ الإسلام الحقيقية التي تدعو إلى التسامح والأخوة، والتي كان لها الأثر البالغ في تحديد معالم الإسلام السمحة التي لا تتنافى مع الإنسانية والأخلاق في مفاهيم الأديان الأخرى. وقد خلص الباحثون المناقشون للقضية إلى جملة من التوصيات يراد منها التعريف بالشيخ على الصعيد المحلي والخارجي وترسيخ أفكاره، بجعلها مرجعا لباحثي التاريخ و علماء الدين في الجزائر، على غرار تأسيس مؤسسة الشيخ بن يلس في البحث العلمي تكرم الشيوخ والعلماء وفق ملتقى وطني ينظم كل سنة حول علماء الجزائر، بالإضافة إلى بناء مدرسة شرعية تتدارس فيها المذاهب الأربعة، وكذا استحداث جائزة تحمل اسم بن يلس لأحسن عمل في علم التصوف والأبحاث الدينية، مع الدعوة إلى جمع الأعمال التراثية للعلماء الجزائريين المهاجرين، كي لا تعرف الزوال وتبقى مرجعا وموثقا يستند إليه أثناء الكتابة عن تاريخ الجزائر وعظمائها.