تحتضن الجزائر المهرجان الدولي الثالث للفن المعاصر في الفترة الممتدة ما بين الثالث من شهر ديسمبر الى غاية الثالث من شهر فيفري المقبل بمشاركة العديد من الدول العربية والأجنبية، حيث اختير للطبعة الثالثة شعار "العودة" تتنوع فيه العروض الفنية والموسيقية المقدمة الى جانب موائد مستديرة تناقش آفاق الفن المعاصر. يحتضن الطبعة الثالثة للتظاهرة المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بالعاصمة " الماما " لمدة ثلاثة أشهر كاملة حيث سيكون الافتتاح الرسمي عشية اليوم ابتداء من الساعة السادسة مساءا، وتدخل التظاهرة ضمن النشاطات الدائمة للمتحف الوطني للفن الحديث و المعاصر " الماما "، وكغيره من المهرجانات يسعى لترويج بالدرجة الأولى لهذا الفن كما يهدف الى تهيئة الظروف الملائمة له و إثبات الحاجة الى الفن المعاصر في الجزائر والعالم بأسره وذلك لإظهار أن الفن المعاصر لا يزال في قلب الحدث وهو دليل على حيويته وحريته في التنقل بين الأجيال، بالاضافة الى ترسيخ الخطاب الجمالي المطبوع بالحس الفني من خلال الأعمال التي قدمها عديد الفنانين عبر العالم، وعلى الصعيد المحلي يسعى المهرجان بصفة خاصة ونظرا للحاجة المتزايدة الى وضع سياسة ثقافية تتماشى والسياسة الثقافية الدولية و تعريف الجماهير الواسعة بهذا النوع وإعادة الجزائر الى الساحة الفنية العالمية،كما يعتبر المهرجان فرصة للجمهور الجزائري لاكتشاف مختلف الفنون المعاصرة منها الفنون البصرية من أوروبا، أمريكا، الشرق الأوسط، آسيا و أفريقيا، وهي فرصة أيضا لتعزيز ونشر أعمال الفنانين المحليين والدوليين ، كما تساعد هذه اللقاءات على ظهور المواهب المحلية والدولية واحتكاكها بذوي الخبرة، من خلال التركيز على الماضي وتسليط الضوء على تاريخ المجتمعات والأفراد وكذا فترات الفن والثقافة والموسيقى سنوات ال60، ، ال70، ال80، لأنها عودة روحية قبل كل شيء تخدم كل الإديولوجيات فهي في النهاية " العودة الأبدية ". يشارك في الدورة الثالثة للمهرجان الى جانب الجزائر أزيد من عشرين بلدا منها فلسطين، لبنان، العراق، تركيا، ألمانيا، رومانيا، روسيا، كوريا، باكستان، السنغال، الكامرون، المغرب، تونس، باراغواي، صربيا، تساهم كلها من أجل تبادل الحوار والنقاش حول الفن المعاصر والأحداث الدولية المكرسة عبر مختلف مناطق هذه الدول، ويرمز شعار التظاهرة الى الحياة البشرية التي هي رحلة عبر الزمن وعملية استعادة دائمة للمرئي و اللامرئي في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والثقافة. ويتوزع برنامج التظاهرة بين الموائد المستديرة التي ينشطها العديد من الباحثين على غرار اللقاء الذي سيجمع يوم 4 ديسمبر 2012 برواق محمد راسيم بعنوان " مهرجانات الجنوب في خريطة الفن العالمي: تبادل غير متكافئ؟ تحضرها كل من المؤرخة سلوى المقداد رئيسة قسم الفنون وبرنامج الثقافة في الإمارات، الناقدة الفنية رشيدة التريكي، بارتومو مرعي مدير متحف الفن المعاصر ببرشلونة، باتريشيا بيندر، جيرهارد هاوبت، عبد الله كروم، فيما خصصت الفترة المسائية لتدخل كل من سيمون نجامي، غابرييلا سالغادو، ماركو ستامانكوفيك، كارولين هانكوك، بالاضافة الى عرض مشروع "الفن في الجزائر" من قبل عبد القادر عطية وزينب سديرة برواق محمد راسيم بالعاصمة، أما البرنامج الموسيقي فخصص له كل يوم سبت ويتوزع كالآتي يوم السبت 10 ديسمبر سهرة عازفي البيانو الفرنسيين آن ماري غيراردالي و جووال ريغارد، يوم 17 من نفس الشهر سهرة ينشطها كل من دانيال بالويان، أوليفيي لوشاردور، فرونسوا بادويال، صوفي بادويال، أما يوم 14 فيلتقي الجمهور مع كل من بيار ألبير كاستاني، إليزابيت غرارد، ناتالي نيغرو.