أكدت لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، أن “مفهوم الربيع العربي عنصري ومن صنع غربي وصعود الإسلاميين في كل من تونس والمغرب ومصر لا يعكس في جميع الأحوال مسارات سياسية طبيعية بحيث شعوبها قررت خوض تجربة هذه الأحزاب كبديل للأنظمة الحاكمة بعد أن عانت القمع والتهميش، لكنها أعطت بالمقابل ضمانات للإدارة الأمريكية”. أوضحت حنون أن “الجزائر خاضت هذه التجربة بداية التسعينيات مع صعود الحزب المحظور الفيس” وقالت إن “هذا الحزب فاز بالانتخابات رغم أنه لم يتحصل سوى على 27 بالمائة من أصوات الناخبين، وهو ما حدث كذلك في تونس والمغرب اللذين فاقت نسبة الامتناع 50 بالمائة ولم تحصل هذه الأحزاب الإسلامية على أكثر من 20 بالمائة من أصوات الناخبين”. وكشفت لويزة حنون، التي نزلت أمس ضيفة على القناة الإذاعية الأولى أن “حزب الفيس المحظور فقد في سنة واحدة 1 مليون صوت حيث فاز سنة 1990 بتسيير المجالس الشعبية البلدية، لكن نتيجة تسييره الكارثي للبلديات عاقبه الناخبون وفقد 1 مليون صوت خلال تشريعيات سنة 1991 ولم يتحصل على الأغلبية في البرلمان ولم يحصل سوى على 27 بالمائة من أصوات الناخبين”. ووصفت لويزة حنون تصريحات عبد الله جاب الله بالمحيرة والمدهشة؛ حيث جاء على لسانها “لقد أدهشتني تصريحات هذا المسؤول الذي لم يتحصل بعد على اعتماد حزبه السياسي ويتحدث عن فوز تشكيلته السياسية بالانتخابات التشريعية المقبلة”، ثم تابعت: “لقد راح هذا المسؤول يتحدث عن لقاءاته مع السفير الفرنسي والأمريكي وكأنها ضغوطات مباشرة للحصول على الاعتماد وتوجيه الناخبين”. وعادت حنون للحديث عن ضرورة قيام الرئيس بوتفليقة بقراءة ثانية لمشاريع القوانين العضوية المعروضة على البرلمان؛ حيث حاولت ربطها بالدعوة التي قدمها البرلمان الفرنسي لوزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي لتقديم عرض حول الإصلاحات السياسية في الجزائر. وقالت حنون “إن أحسن مناعة ضد التدخل الأجنبي هو فتح نقاش مع الشعب الجزائري حول هذه الإصلاحات التي لا يمكن أن يتكفل بها برلمان فاقد للشرعية فهو قام بتمييعها وتفريغها من محتواها عوضا عن إثرائها”، وتابعت “التداعيات التي حولنا تفرض القراءة الثانية وإيجاد حل لتفادي التدخلات الأجنبية”. كما تحدثت حنون عن ندوة الطوارئ التي تنظمها مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين والمقررة السبت المقبل حيث قالت بشأنها “إنها جاءت بعد التدخل السافر للناتو في ليبيا وطريقة تسيير هذه الأزمة وتداعياتها وإسقاطاتها على منطقة الساحل عموما والجزائر خصوصا”.