شهدت الجولة الثالثة عشرة من الرابطة المحترفة الأولى الكثير من الانتقادات الموجهة للتحكيم، حيث تعالت العديد من أصوات رؤساء ومدربي الأندية حول تأثير التحكيم في تغيير ملامح اللقاءات وتغيير النتائج النهائية لها. وعادة ما تلجأ الفرق المنهزمة إلى تحميل الحكام مسؤولية تعثرها أملا في تجاوز الهزيمة المسجلة أو من أجل إخماد سخط أنصارها، إلا أن الجولة 13 التي لعبت أولا أمس كانت استثنائية بكل المقاييس، حيث لم يخل أي لقاء من احتجاجات رهيبة ضد الحكام، ودعاوى بوجود هفوات كبيرة أثرت بشكل مباشر على النتائج المسجلة في هذه الجولة. وحاولت “الفجر” تسليط الضوء على أبرز النقاط التي أثارت جدلا واسعا خلال اللقاءات التي لعبت أول أمس، كما حاولنا أخذ رأي ذوي الاختصاص في المجال من أجل وضع القارئ في الصورة الصحيحة. الحكم الدولي السابق حكيم أوساسي ل”الفجر” مستوى بعض الحكام يعيق مشروع الاحتراف، وما قام به روراوة لم يساهم في تطور التحكيم” اعتبر الحكم الدولي السابق السيد حكيم أوساسي أن مستوى التحكيم حاليا لا يلبي طموحات وآمال محبي وأنصار الكرة الوطنية. وأكد محدثنا وجود الكثير من الهفوات الصارخة التي يرتكبها الحكام في البطولة الوطنية في كل جولة، وهو الأمر الذي يطرح التساؤل حول كفاءتهم في إدارة اللقاءات. ورغم أن الفاف قد وفرت تربصات دورية من أجل العمل على تطور مستوى الحكام باستمرار، إلا أننا لا نزال نعيش تراجعا رهيبا. وقال: “أثناء توقف البطولة منتصف الشهر الفارط، خصصت الفاف تربصا خاصا للحكام بغليزان، لكننا وبجرد عودة طاحونة البطولة للدوران شاهدنا تجدد الأخطاء وتناميها بشكل رهيب”. وأضاف “علينا العمل من أجل النهوض بواقع التحكيم، والعمل على تشجيع ممارسة التحكيم”. وأوضح أوساسي أن رئيس الاتحادية الوطنية محمد روراوة حاول التصدي لظاهرة تواضع مستوى التحكيم عندما استلم دفة الفاف سنة 2004، حيث سعى لتطهير محيط التحكيم بعد الاتهامات الكبيرة حول قضايا الرشاوى والشبهات المطروحة في هذا المجال، ففي سنة 2004 قام بعزل 10 حكام، قبل أن يكرر حملة التطهير في سنة 2009 حيث تم عزل 17 حكما دفعة واحدة، لكن سلسلة العزل لم تأت بثمارها حسبما يرى أوساسي. على صعيد متصل، طالب السيد أوساسي بضرورة الاستعانة بخبارات وكفاءات اللازمة للنهوض بواقع التحكيم، وتطوير مستواه، وأكد المتحدث أن على السيد لكارن تجنيد الكفاءات الضرورية لإعادة انطلاقة التحكيم مجددا، وبالتالي التصدي للانتقادات الكبيرة التي يعاني منها الحكام حاليا وقال: “لكارن يحاول العمل بجهد من أجل النهوض بواقع التحكيم، لكن العناصر التي يعمل برفقتها لا تملك الخبرة الكافية، وتفتقر للاحتكاك اللازم، وهو الأمر الذي أعاق من الجهود المبذولة لتطوير مستوى التحكيم”. ج.ابراهيم رفض ثلاثة أهداف لشباب باتنة والحكم عاشوري في قفص الاتهام بوعرعارة: “نطالب التلفزيون بإظهار الحقيقة” فشل مجددا فريق شباب باتنة في تخطي عقبة جمعية لخروب أمام أنصاره وعلى أرضية ملعب أول نوفمبر بباتنة، حيث مني “الكاب” بتعادل سلبي بطعم الخسارة، وأجبروا على مقاسمة نقاط المباراة مع الزوار، بعد أن فشل كل من سيفور وبوالشوك وفزاني في ترجيح الكفة لصالح الشباب رغم أن أصحاب الأرض دخلوا بقوة في المباراة وكشفوا مبكرا عن نواياهم في الخروج من النفق وفترة الفراغ التي طبعتها أربع خسارات متتالية للشواية، وقد بادر أشبال عامر جميل إلى الهجوم منذ بداية المقابلة وكاد بوالشوك أن يصل إلى مرمى طوال في أكثر من مناسبة، ليرد اللاعب مصفار من جانب لخروبية بأخطر لقطة لصالح الزوار خلال الربع ساعة الأولى من اللقاء حيث انفرد بالحارس بولطيف عن طريق كرة بالخطأ من بوتريعة ولحسن الحظ تمكن الحارس الباتني من إبعادها إلى الركينة، وقد رد عليه بوالشوك في الد 24 حين راوغ الحارس طوال لكنه تمادى في المراوغة وضيع على نفسه وعلى الكاب فرصة هدف السبق. استمرت الضغوطات التي مارسها رفقاء اللاعب بوالشوك على مرمى الحارس طوال طيلة المرحلة الأولى من اللقاء وعلى فترات طويلة من الشوط الثاني، وقد أثمر ذلك تمكن كل من اللاعبين عمران ومرازقة من توقيع ثلاثة أهداف خلال المرحلة الثانية من المباراة التي ظهر فيها الشباب أكثر عزيمة على الفوز، وقد سجل اللاعب عمران الهدف الأول غير أن الحكم رفضه بداعي التسلل، واستمرت النسوج الهجومية إلى غاية تمكن مرازقة من تسجيل الهدف الثاني مع نهاية نصف ساعة من الشوط الثاني، غير أن مصير الهدف كان دوما الرفض من قبل عاشوري، وقد تمكن عمران ثانية من توقيع هدف ثالث خلال اللحظات الأخيرة من المباراة، غير أنه رفض هو الآخر بحجة التسلل كذلك، ما حرك غضبا عارما وسط الأنصار في المدرجات، مع احتجاج اللاعبين داخل الميدان وفي دكة البدلاء على قرارات عاشوري التي وصفت “بالمشبوهة”، وحسب ما وقفت عليه “الفجر” في الملعب، فإن هدفا واحدا على الأقل يكون شرعيا من بين الأهداف الثلاثة ولا وجود لوضعية تسلل. تحفظات الإدارة على الحكم عاشوري كانت في محلها أثار الحكم عاشوري منذ تعيينه لإدارة اللقاء الماضي بين شباب باتنة وجمعية الخروب جدلا كبيرا، حيث عبر رئيس شباب باتنة فريد نزار عن رفض الإدارة للحكم المذكور، وطالبت الرابطة رسميا بتعيين حكم آخر لإدارة المقابلة، غير أن الرابطة أصرت على الحكم المذكور ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حسب الرئيس نزار الذي أكد على أنهم سيذهبون بعيدا لاسترجاع حقوق الفريق المهضومة والوقوف على مصدر الحملات المتتالية لتحطيمه. لحظة دخول مساعد مدرب شباب باتنة عبد الحليم بوعرعارة ومدرب جمعية الخروب خزار محمد الهادي إلى القاعة المخصصة للندوات الصحفية قصد الإدلاء بتصاريح حول اللقاء، تدخل رئيس لجنة أنصار شباب باتنة وطالب بوقف أية تصريحات احتجاجا على المهزلة التحكيمية وحرمان الفريق من ثلاث نقاط أمام جمهوره الذي انتابه غضب كبير، بعد أن أعلن الحكم نهاية المباراة، ما أدى بمدرب الخروب إلى الانسحاب من القاعة رفقة عبد الحليم بوعرعارة الذي طالبه المسير كمال فرحي بالتصريح حول التحكيم، ليعود بعد دقائق ويطلب من التلفزيون الجزائري إظهار الحقيقة في الحصص الرياضية وتبيان شرعية الأهداف من عدمها، وطلب إرسال اللقطات إلى إدارة الكاب لاستعمالها في الملف الذي سيقدم لدى الرابطة بخصوص الحكم. مطالب بالتدخل من أجل توقيف مهازل التحكيم كان سيناريو التحكيم الذي شاهده، أول أمس، الجمهور الوافد على مدرجات أول نوفمبر بباتنة وكل التقنيين والإداريين امتدادا لما تعيشه الملاعب الجزائرية في الآونة الأخيرة من أخطاء تحكيمية فادحة، أجحفت الكثير من الفرق وسلبتها حقوقها، ورغم النداءات المتتالية للمدربين ومسيري مختلف الأندية لتوقيف هذه التصرفات التي تسيء إلى الكرة الجزائرية، إلا أن الرابطة لم تسجل أية تحركات تذكر في هذا الشأن، ولم تلجأ إلى اتخاذ أية قرارات ردعية في حق الحكام الذين يرتكبون أخطاء فادحة وظاهرة للعيان، ما جعل إدارة الكاب تكرر النداء من أجل تكريس حقيقي لمبادئ الاحتراف. طارق رقيق بالموازاة مع الانتقادات الموجهة للحكام ترشيح حيمودي للقب أحسن حكم إفريقي الحسنة الوحيدة يأتي ترشيح الحكم الدولي الجزائري حيمودي لنيل لقب أحسن حكم في قارة إفريقيا لسنة 2011 ليعطي دلائل واضحة على أن التحكيم الجزائري يملك القدرات والمهارات القادرة على التصدي للجدل المطروح حول كفاءة التحكيم الوطني. وفي هذا الخصوص أكد الحكم أوساسي أن زميله حيمودي يملك المواصفات اللازمة التي تؤهله للظفر بلقب أحسن حكم في القارة بفضل أدائه اللافت هذا الموسم، وتألقه الأخير في نهائيات كأس العالم للشباب بكولومبيا. وأكد أوساسي أن الجزائر تملك الكفاءات القادرة على علاج الواقع الهش للتحكيم حاليا. ج.ابراهيم بعد طرد كل من لموشية وخوالد إدارة سوسطارة تتهجم على الحكم بوستر حمل فريق اتحاد العاصمة الحكم بوستر مسؤولية الهزيمة المسجلة في بجاية أول أمس، واعتبر المدافع مفتاح أن القرارات الخاطئة من الحكم بوستر كانت السبب الرئيسي في تكبد الهزيمة، مؤكدا أن فريقه لا يستحق النتيجة المحصلة. بعد داربي المولودية، الاتحاد يعاني من التحكيم مجددا وأضاف مفتاح “التحكيم منع الاتحاد من العديد من النقاط الهامة، لا نستحق الهزيمة ببجاية، ونفس الشيء حدث لنا مع مولودية الجزائر في لقاء الداربي”. لموشية يتهم الحكام “بالتأثير” على نتائج مباريات البطولة الوطنية اتهم قائد اتحاد العاصمة الحكام “بالتأثير على نتائج مباريات البطولة الجزائرية”، بسبب “قراراتهم غير العادلة والمتسرعة”، معتقدا بأن فريقه “يتعرض لظلم الحكام وليس العكس”. وصرح لاعب وسط الميدان الدولي بعد نهاية المقابلة التي خسرها فريقه أمام شبيبة بجاية (2-0) قائلا: “مرة أخرى ندفع ثمن أخطاء الحكام غاليا. فأمام المولودية طرد لنا الحكم اللاعب بوشمة بدون وجه حق، وها هو ذات السيناريو أتعرض له أنا هذه المرة. بعد سبع سنوات من تواجدي بالجزائر، ألاحظ بأن الحكام هم من يقررون نتائج معظم المباريات”. وأضاف: “سمعت هنا وهناك بأن اتحاد العاصمة يحظى بالأفضلية عند الحكام، لكن ما جرى اليوم في بجاية يؤكد بأن الذين يعتقدون ذلك مخطئون في تقديرهم، لأن الاتحاد يتعرض لظلم الحكام وليس العكس”. وكان لموشية قد تعرض أول أمس السبت للطرد أمام شبيبة بجاية في الدقيقة 80 إثر تلقيه الإنذار الثاني وهو يستعد لمغادرة الميدان من أجل تعويضه، قبل أن يلقى زميله نصر الدين خوالد نفس المصير دقيقة واحدة بعد ذلك. وتسبب طرد اللاعبين في تغيير مجريات اللعب حيث استسلم أبناء سوسطارة لمضيفهم وتقبلوا هدفين اثنين بعدما كانت النتيجة متعادلة 0-0. وحملت إدارة النادي العاصمي على لسان مديرها العام السيد مولدي عيساوي اللاعبين المطرودين مسؤولية الخسارة، حيث صرح بأن “لموشية وخوالد سيمثلان اليوم أمام المجلس التأديبي للاتحاد”. وتتهم إدارة الفريق اللاعبين “بعدم تحكمهما في أعصابهما”، ما تسبب في ترك زملائهما يلعبون بتسعة عناصر فقط في وقت حرج من اللقاء. وانجر عن خسارة أصحاب الزي الأحمر والأسود أمام شبيبة بجاية التحاق وفاق سطيف بهم في صدارة الترتيب بعد 13 جولة من المنافسة، حيث يجمع الفريقان 24 نقطة لكل منهما. زيان شريف مدافع اتحاد الحراش “تطور مستوى البطولة مرتبط بتطور التحكيم” اعتبر مدافع اتحاد الحراش زيان شريف أن مستوى التحكيم في البطولة ضعيف للغاية، ويعاني من العديد من النقائص، وأكد زيان شريف أنه لا تخلو جولة إلا ونرى بعض الأخطاء التي يرتكبها الحكام والتي لا يمكن تصنيفها ضمن الهفوات البسيطة التي قد يرتكبها الحكم سهوا كونه إنسانا في الدرجة الأولى، وصرح محدثنا “في كل لقاء يرتكب الحكام أخطاء كبيرة تؤثر بشكل مباشر على نتيجة اللقاء، ولا يمكن تصنيف هذه الأخطاء ضمن قائمة الهفوات، حيث أن إلغاء هدف واضح أو التغاضي عن عدة ضربات جزاء ليس بالخطأ البسيط”. وأوضح مدافع الحراش أن تطور مستوى التحكيم الوطني يبقى أمرا ضروريا لتطور مستوى الكرة في البطولة. وقال في هذا الصدد “الجميع ينتقد المستوى الضعيف للبطولة الوطنية، وصراحة لا أرى أن المستوى الفني وحده من يعاني التخلف، حيث أن مستوى التحكيم يضظل متواضعا للغاية ويعرقل تطور الكرة الوطنية. “التحكيم هو من يحدد البطل” وشدد زيان شريف على أن التحكيم يلعب دورا مفصليا في تحديد النتائج في البطولة، وترتيب الفرق وكذا تحديد البطل، وقال “ليس أمرا كافيا أن تملك فريقا جيدا ومدربا ممتازا من أجل الفوز بلقب البطولة، لأن التحكيم قد يحرمك من نقاط تستحقها في الكثير من الأحيان”.