من النادر جدا أن يتكلّم الحكم الدولي جمال حيمودي، أحد أبرز حكام القارة، وليس فقط الجزائر، بسبب واجب التحفظ المفروض عليه وعلى كل أصحاب الزي المميز، لكنه لم يتمكن من أن يرفض طلبنا ونحن على أرض أجنبية، فاستقبلنا في الفندق الذي يقيم فيه وأجاب عن كل تساؤلاتنا دون تردد، ومن السودان نوجه تحية تقدير إلى هذا الحكم بالنظر إلى كل ما فعله معنا ومنذ أيام.. أدرت لقاءين حتى الآن في كأس إفريقيا للمحليين، كيف تقيّم مستواك ؟ قدّمت ما عليّ والجميع كان راضيا، حيث لم أرتكب أخطاء وقراراتي لم تكن محل جدل، والحقيقة أن التحكيم الجزائري تعود أن يشرف البلاد في مختلف المحافل الدولية. البعض يرى أن الضغوط هي التي تمنع الحكام الجزائريين في البطولة من الظهور بالمستوى الذي يظهرون به في المنافسات الخارجية، ما قولك ؟ بالفعل هناك ضغوط كبيرة داخلية وخارجية، وعدم تقبل للنتائج، وفي بعض الأحيان تدخل أمور جانبية، فالسياسة مثلا أحيانا تتداخل مع الرياضة، مثلما وقع لي وأنا شاب في مباراة السوڤر وإتحاد مغنية، وقت الحملة الانتخابية للمجالس البلدية والولائية، كانت هناك ضغوط كبيرة نتيجة رغبات سياسية محضة، والضغط ولّد الانفجار، وفي (د85) صفّرت ركلة جزاء لمغنية ومباشرة بعد ذلك حدث اجتياح للميدان وحصلت كارثة كبرى. هذا ما يذكّرنا بمباراة بوسعادة وبارادو التي حصل فيها اقتحام أيضًا لأرضية الميدان، هل تتذكرها ؟ مباراة بوسعادة وبارادو كانت تجرى في روح رياضية عالية، صفّرت مخالفة لبارادو في آخر دقيقة، تمكنوا بها من معادلة الكفة، بعد صافرة النهاية حدث اجتياح للميدان، وتلقيت ضربتين على مستوى الرأس، والحمد لله كان هناك شخص من بوسعادة وهو رياضي ساعدني على النجاة. هناك مباراة ما قبل السنة الماضية بين الشلف وشبيبة القبائل أوقفتها قبل نهايتها ب 20 دقيقة، لماذا ؟ بسبب الرشق المستمر لأرضية الميدان بالحجارة، وبعد التشاور مع مندوب اللقاء ومسؤولي الأمن اضطررت إلى إطلاق صافرة النهاية. ولكن يقال أنكم تلقيتم مكالمة.. (يقاطع) لا.. القانون رقم 5 ل “الفيفا” يقول أن الحكم له السلطة الكاملة لمواصلة مباراة أو توقيفها، ثانيًا القوانين الجديدة للاتحادية الجزائرية تقول أنه في حال حدوث رشق أو اجتياح للميدان والحكم يعرف أن هذه الأحداث يمكن أن تهدد سلامة الجمهور أو اللاعبين فله كل الصلاحيات لإعلان توقيف المباراة وهو ما فعلته. الجميع يشهد بمستوى حيمودي، ولكن مع هذا تُتهم بشكل دائم، فرئيس شباب بلوزداد قرباج لم يتردد في اتهامك بالرشوة، ما قولك ؟ القضية على مستوى العدالة وأنا لي الثقة المطلقة فيها، كل إنسان مسؤول عن كلامه وفي الجزائر نتكلم كثيرا دون مبررات، في بعض الأحيان يتكلمون فقط لأجل تخويف الحكام الشبان، لأن الحكم الذي لا تكون له خبرة، عندما يرى من يتكلمون عنه قبل اللقاء بتلك الطريقة يتأثر وربما يخاف. أدرت لقاء مصيريًا بين نادي بارادو وشباب باتنة وهي مباراة صعود في آخر لقاء موسم 2008-2009، انتهت بالاتهامات الموجهة إلى شخصك، كيف ترد ؟ اللقاء كان عاديًا، نقول الحقيقة في بعض الأحيان، هناك صحفيون لا يعرفون معنى هذه المهنة، فيتصرّفون كمناصرين، لو يكون كل الصحفيين مناصرين، من دون حياد ولا موضوعية ستحصل الكارثة، في الجزائر من هو الرئيس الذي يخسر ولا يتكلم عن الحكم ؟ هذا هو جوابي لسؤالك. قبل اللقاء كان البعض يقول أنك محسوب على بارادو، ثم بعد اللقاء انقلبت الأمور، كيف أحسست وقتها ؟ أقول لك شيئًا، في الجزائر الرئيس الذي تفوز معه “راك مليح”، وإذا انهزم يحمّل التحكيم كل شيء، بل ونحاسب حتى على الصدف أن الفريق الفلاني معك فاز ب 4 لقاءات والفريق الآخر انهزم في 5، يا أخي ليس هكذا نرفع مستوى بطولتنا. يقال أن حيمودي ساعد بارادو في وقت ما ؟ سمعت هذا الكلام، والغريب في الأمر أنهم قالوا ذلك في موسم سقوط هذا الفريق، وأنا لم أدر لهم أي مباراة، بل ولم أدر طيلة هذا الموسم إلا مباراة واحدة في القسم الثاني، أسهل شيء عندنا هو الكلام. كيف تتصرف لمّا تتهم ؟ ضميري مرتاح، أعرف نفسي، ولا أملأ رأسي. ما هي أصعب مباراة أدارها حيمودي ؟ أصعب لقاء بين وفاق سطيف ومولودية الجزائر الموسم الماضي، الناس لا ترى سوى الميدان ولكن هناك ظروف جانبية، كانت صعبة للغاية بسبب الضغوط.. (نقاطعه) قلت أنك تعرضت إلى ضغوط، نريد أن نعرف من أي جهة ؟ من الأطراف التي تريد الحصول على اللقب، وتعلمون أن الفريقين كانا في السباق. وهل تعرّضت إلى محاولات تقرب.. (يقاطع) لا، لا.. أي طرف يحاول التقرب من الاتحادية بأي طريقة فهو يضغط على الحكم أيضًا، ولكن الحمد لله المباراة مرت في أفضل الظروف وأدرتها من دون خطأ. مسؤولو المولودية في بداية الموسم الماضي رفضوا أن تدير مباريات لهم، وبعد مباراة الجولة الخامسة بينهم وبين شبيبة القبائل عاد حناشي واتهمك، ماذا كان موقفك ؟ أنا أقول فقط هل هناك جولة لم يتهم فيها الحكام ؟ لماذا لا تردون على الاتهامات الخطيرة ؟ بعد مجيء لكارن اتخذ قرارًا بأن لا يصرح أي حكم من دون أخذ إذن لجنة التحكيم، لأنه لو يفتح المجال للحكام ليصرّحوا سيتحول الميدان إلى فوضى. هل تحصلت على الإذن للتصريح بعد مباراة وفاق سطيف بشباب بلوزداد ؟ نعم، ولو منح لي الإذن لتكلمت في كل شيء، سواء عن التحكيم أو المسيّرين أو الرؤساء، في الجزائر لا نرى الحكم إلا عندما يخطئ، ولو من قرار تقديري يمكن أن يصفر أولاً، على كل حال أنا نضجت ولا يمكن لأحد أن يحرّك شعرة فيّ. ما هي المباراة التي كنت خائفا فيها ؟ كانت على المستوى الدولي بين ليبيا ومصر في طرابلس في تصفيات كأس العالم 2006، قبل المباراة المصريون أكدوا أن ليبيا ستكون جسر عبور لهم إلى كأس العالم، ما تسبب في ضجة كبرى في ليبيا، عندما وصلنا تفاجأنا بالأجواء المشحونة أكثر مما يمكن تصوره، إضافة إلى 120 ألف مناصر في المدرجات، مع تجند أعلى السلطات لهذا اللقاء، تقريبا أصبحت قضية دولة، بل 3 دول أي مصر وليبيا والجزائر لأن أي خطأ سينسي الكل اللقاء ويجعلهم لا يتكلمون عن حيمودي الشخص ولكن عن الجزائر، والحمد لله وفّقني الله في كل قراراتي بما فيها طرد لاعب ليبي، وفاز الفريق المضيف ب 2-1. أدرت الكثير من المباريات الخارجية، هل يمكن أن تعطينا لمحة عنها ؟ نهائي “السوبر” الإفريقي بين النجم الرياضي الساحلي والصفاقسي التونسيين عام 2009، ونهائي رابطة الأبطال الإفريقية في 2008 بين الأهلي المصري وكوتون الكامروني على أرضية الأخير، وأدرت مباراة ربع نهائي في كأس إفريقيا بين كوت ديفوار وغينيا في دورة غانا 2008، وفي أول مشاركة في “الكان” لأول مرة خرقت القاعدة ومنح لي شرف إدارة لقاء في هذا الدور، في البطولة التونسية أدرت حوالي 16 مباراة، وفي البطولة الليبية 10 مباريات، وكنت مرشحا لإدارة لقاء الزمالك والأهلي في مصر. ولكن في الجزائر رغم النجاحات الخارجية، فرق كثيرة ترفض أن يدير لها حيمودي لقاءاتها، لماذا ؟ التحكيم لا أمارسه على الميدان فقط، فأنا أطبقه أيضا على حياتي، لأنني محضّر بشكل متواصل لمثل هذه الأمور، لدي قاعدة صلبة لأنني مكوّن جيدًا، فلا أهتم بما يقولون لأنني لا أرى ولا أسمع، كما قلت لك الكلام كثير وبعض الأشخاص لا يملكون أي تاريخ في الكرة ومع هذا يتكلمون، هذا شيء مؤسف. البطولة الوطنية دخلت الاحتراف هذا الموسم، هل أنتم محترفون أم لا ؟ نحن ثالث دولة إفريقية على مستوى شروط الاحتراف بعد تونس وجنوب إفريقيا، تحكيمنا تقريبا نصف محترف، ونحن نسير في طريق الاحتراف مع رئيس المديرية الفنية للحكام لكارن الذي جلب آليات حديثة وتنظيما أيضا، حسب المعايير التي تطلبها “الفيفا” قبل 2014، خاصة على مستوى المعدات حيث أن كل الحكام تلقوا بذلاتهم، وأجهزة (bip) وكذا السماعات، إضافة إلى ذلك صعدت الكثير من المواهب التحكيمية في المدة الأخيرة. من هم الحكام الشبان الذين ترى فيهم مستقبل الصفارة الجزائرية ؟ أرى أن بوستر من الحكام الممتازين، إضافة إلى بوهني بشرط أن يعمل حيث لم ينجح في الاختبار البدني مؤخرًا، وهذا شيء لا يشرف فالحكم مطالب دائما بأن يكون على استعداد بدني دائم. زميلك بنوزة لم يدر مباريات في كأس العالم ولا في كأس آسيا، بسبب فشل مساعديه، ما قولك ؟ بنوزة يملك كل مميزات الحكم العالمي، قام بعمل كبير وتعب مدة 4 سنوات من أجل المشاركة في المونديال، لكن الحظ أدار له ظهره بسبب فشل مساعديه في اجتياز الاختبار البدني، تأسفت كثيرا له وحتى القدر أراد أن لا يدير مباريات في كأس آسيا بسبب مرض مساعديه، هو صديق وأنا جد متأسف وحزنت معه وأتمنى أن يعوّضه الله بما هو أفضل مستقبلا. ماذا يشتغل حيمودي عدا التحكيم ؟ في مستشفى غليزان، إضافة إلى ذلك اشتغل في الرابطة الولائية بغليزان التي أقضي فيها أغلب وقتي، كما أنني أكوّن حاليا 200 حكم أوليتُ مهمة تأطيرهم. هل ما يتلقاه الحكم الجزائري يمكن أن يجعله يمتهن التحكيم ويعيش بأمواله حياة كريمة ؟ مستحيل، ففي المغرب أفضل منا بكثير إذ يتقاضون 600 دولار (حوالي 5 مليون سنتيم) عن كل لقاء، ما نقبضه لا يكفي للعيش، هذا أمر واضح. وفي مباريات كأس إفريقيا ما هي الامتيازات التي يتحصل عليها الحكم ؟ من الناحية المالية لا مقارنة بما نتلقاه عن إدارة مباريات البطولة ؟ هل صحيح أنه قبل عامين لم يكن الحكم الجزائري ينال مليون سنتيم عن كل مباراة يديرها في القسم الأول ؟ بعد مجيء روراوة وبلعيد لكارن اقتنعا أنه لا بد من رفع منح الحكام، بالإضافة إلى زيادة التحفيزات وسجلنا طفرة على كل المستويات بما في ذلك المادية. يقال أن لكارن يساعد حكام الغرب، ما قولك ؟ عملت مع كل رؤساء لجان التحكيم على مستوى الاتحادية والكل استفدت منهم، بالنسبة لبلعيد علاقتي به منذ 1995 وكخلاصة صغيرة، أبي توفي سنة 1998، بقي أبي المعنوي الذي هو لكارن، شخص رائع وطيب ونظيف، ساعد ويساعد الحكام وهو بصدد إطلاق موجة جديدة من الشبان. التحكيم الإفريقي، كيف ترى مستواه ؟ حصلت أخطاء غيرت نتائج مباريات في كأس إفريقيا 2010، لا يوجد خلف في الكثير من الدول، وحتى في دول شمال القارة تونس، المغرب وليبيا، كما أن حكام مصر لا يشاركون في أي دورة عكس الجزائر لدينا حكام دوليون وآخرون قادمون، ولا خوف علينا. ما هي أجمل ذكرى لك في سلك التحكيم ؟ ربع نهائي كأس إفريقيا 2008. وأسوأها ؟ لقاء بوسعادة وبارادو. لقاء تعتز بإدارته ؟ مباراة مصر والأرجنتين الودية سنة 2008. ما هي أكبر مباراة تعرضت فيها للضغط ؟ أكبر مباراة كنت فيها تحت الضغط وليس الضغوط، هي مباراة مصر وليبيا. أفضل مباراة أدرتها على الصعيد الخارجي ؟ بين كوتون الكاميروني والأهلي المصري، ونجحت في الخروج من ورطة كبيرة في لقاء نهائي رابطة الأبطال، فالمصريون كانوا متخوفين من تأثير عيسى حياتو على اللقاء، والكامرونيون من قوة المصريين في “الكاف”. هل تتذكر مباراة نصف نهائي كأس الجمهورية بين الإتحاد والمولودية سنة 1999 التي أدرتها ؟ أظن أنه بعد نيل المولودية للقب البطولة انخفض الضغط قليلا، كما سبق اللقاء كلام كثير عن مكان اللعب بين 5 جويلية وبولوغين، وجرت المباراة وتأهل الإتحاد بركلات الترجيح. كم أدرت من داربي عاصمي ؟ 7 مباريات داربي بين المولودية والإتحاد، ومرتين داربي قسنطينة، كما أدرت داربيي باتنة ووهران. ما رأيك بصراحة في كل داربي ؟ الداربي العاصمي فرجة حقيقية، داربي قسنطينة للأنصار، حيث أن الجو العام رائع في الملعب بسبب ما يخلقه الأنصار من حيوية، وداربي باتنة صحيح فيه جمهور ولكنها مباراة أعصاب، تدير اللقاء بذهنك وتجتهد أكثر من شيء آخر. كم عدد المباريات التي أدرتها في القسم الأول ؟ أكثر من 200. كم من مرة جمد نشاطك ؟ مرة واحدة بسبب مباراة شبيبة القبائل ومولودية الجزائر. من هو اللاعب الذي يقلقك على أرضية الميدان، هل فعلا هو دزيري ؟ لا، دزيري علاقتي جيدة به، لن أعطيك أسماء، ولكن هناك لاعبون يحتجون على كل القرارات في محاولة لفرض ضغط على الحكام الشبان وأنا اليوم عمري 40 سنة واللاعبون الآن أغلبهم من مواليد 85 و86 هؤلاء لا يمكن أن يفرضوا عليّ ضغطا، وعلى العكس هناك لاعبون يساعدوننا على الميدان مثل عمار عمور ولعريبي سليم وآخرين. ما هي المباراة التي لم تكن فيها موفقا ؟ أحيانا تعيد مشاهدة اللقاء مرتاحا، وتقول أنه في هذا الموقف كان يجب إخراج البطاقة الصفراء أو الحمراء، أو كان من المفروض تصفير ركلة جزاء، ولكن على الناس أن تعرف أن ركلات الجزاء تقديرية، ربما تخطئ في قرارات، شخصيا في مباراة شبيبة القبائل ومولودية الجزائر اللاعب بن حملات حكيم كان يريد أن يطرد وتعمّد ذلك وأنا متأسف لأنني لم أخرجه. يقال أن حيمودي دخل التحكيم صدفة ؟ كنت لاعبا في أواسط إتحاد بلدية غليزان، مدافعا مساكا أي رقم 4، وصاحب هذا المنصب له سيطرة على الرؤية لهذا أملك هذه الميزة، وبخصوص البداية عرض علي فريح أن أصبح حكما ومن هنا بدأت، وبعد أن تدرجت أتذكر أنه كان لي امتحان سنة 1993 في مباراة تموشنت والسوڤر التي كنت فيها مساعدًا للحكم الرئيسي بوعياد الذي غاب عن اللقاء، وكان مراقب اللقاء بن سكران قد أخذ قرارا بأن يدير اللقاء ووفقني الله فكانت فرصة ولعب فيها الحظ دورا، ولما جاءت لم أشأ تضييعها، بعدها مباشرة أدرت كحكم رئيسي 24 مباراة في القسم الثالث، وبعد تعيين مكتب تنفيذي جديد على رأس الاتحادية وبلعيد لكارن وجدت نفسي أدير مباريات في القسم الأول. تتذكر مباراتك الأولى في التحكيم في القسم الأول ؟ كانت بين جمعية عين مليلة وإتحاد البليدة في دمان ذبيح، اللقاء جرى في موسم 97-98 كان صعبا، لأنني كنت صغيرا والضغط رهيب ولم أتأثر لأنه كانت لدي قاعدة صلبة كونتها في مباريات الأقسام السفلى في الغرب، ثم أدرت بعد ذلك داربي قسنطينة وتواصلت الداربيات حين كان أول محلي عاصمي أشرف عليه بين بلوزداد والحراش. ماذا تقول في الأخير ؟ أتمنى أن يكون الإعلام حياديًا، “الهدّاف” أو الجرائد الأخرى صارت بمثابة مرجعية، لا نختلف أنكم ساهمتم في تطور الكرة الجزائرية، أتمنى أن يساعدوا قليلا الحكام لأنهم ضحايا في أغلب الحالات.