بلغت قيمة الخسائر التي خلفها “الربيع العربي” على الدول العربية 7 ملايير دولار، كان لتونس القسط الأكبر منها لأن السياحة قلبها النابض، وهي مصدر رزق أغلب مواطنيها الذين أحيلوا على التقاعد بعد ثورة الياسمين. كشف المختار ولد محمد الحضرمي، الأمين العام للمنظمة العربية للسياحة، أمس، خلال ندوة صحفية بالجزائر، أن قيمة الخسائر التي سجلتها منظمته هذا العام قاربت 7 ملايير دولار بسبب “الثورات العربية” التي أضرت بالسياحة كثيرا، في مقدمتها تونس التي لاتزال تسجل خسائر في المجال، تليها كل من مصر، ليبيا، اليمن وسوريا التي عاشت التجربة هي أيضا. وأشار الحضرمي إلى أن الجزائر الوحيدة القادرة على النهوض مبكرا من التقهقر الذي تعاني منه السياحة العربية، باعتبارها الوحيدة التي تمتعت بالاستقرار طوال الفترة التي شهدت فيها الدول العربية توترات وأزمات أمنية وأخرى سياسية، كما أنها تتمتع بمؤهلات سياحية ضخمة مادية ومعنوية، مضيفا أن الأمر دفع بالمنظمة خلال الاجتماع الأخير بوزراء العرب إلى التفكير في إنجاز برنامج تأهيلي للموارد البشرية والتعريف بالمناطق السياحية بالجزائر وتشجيع التعاون مع عدة جهات، والأهم هو الائتمان على الاستثمارات الأجنبية بالجزائر وهي خدمة بنكية تعمل المنظمة بالتنسيق مع البنك الإسلامي على تقديمها للجزائر التي هي أحد الأعضاء المؤسسين للبنك. وقال المتحدث إنه يتم التحضير لخارطة آفاق الاستثمار السياحي لتشجيع تدفق الاستثمار في الجزائر من خلال المشاريع التي هي قيد الإنجاز والمشاريع المتوقع إنجازها والخاصة بالبنية التحتية، مشيرا إلى وجود عدة ضمانات تقدمها المنظمة للمستثمرين وتتمثل في الضمان ضد مخاطر متعددة منها التأميم والمصادرة، التأمين في حالة وقوع حروب واضطرابات مدنية، في حالة تقييد التحويل للصرف الأجنبي، وفي حال الإخلال بالعقود وعدم الوفاء بالالتزامات المالية السيادية. وأكد المختار ولد محمد الحضرمي على وجود مؤشرات لتحسن السياحة بالدول المتضررة من الربيع العربي وغيرها بفضل المبادرة العربية لإسعاف القطاع من خلال اتخاذ عدة إجراءات تشجيعا للسياحة البينية، منها حفظ الضرائب على النقل وعلى القروض وعدم احتساب الفوائد في فترة الأزمة وتسهيل تنقلات السياح من خلال تسهيل منح التأشيرات.